إذا تغولت لكم الغيلان..

الغيلان هي من الجن و تتشكل بأشكال مختلفة.

ذكر الغيلان في السنة النبوية :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(إذا سرتم في الخصب، فأمكنوا الركاب أسنانها، و لا تجاوزوا المنازل، و إذا سرتم في الجدب، فاستجدوا، ..

و عليكم بالدلج، فإن الأرض تطوى بالليل، ، و إذا تغولت لكم الغيلان فبادروا بالأذان، و إياكم و الصلاة على جواد الطريق، و النزول عليها، فإنها مأوى الحيات و السباع، و قضاء الحاجة، فإنها الملاعن).

جابر بن عبدالله، شعيب الأرنؤوط تخريج المسند لشعيب ( صحيح)
دون لغيره دون قوله ( وإذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان،أخرجه النسائي في السنن الكبرى (10791) و ابن ماجه (329) مختصرا،و أحمد (14277) و اللفظ له.

شرح الحديث..

الرفق في الأمور كلها من أهم ما ينبغي على المسلم مراعاته، و الجزاء عليه جميل و محمود و به يدرك الإنسان ما لايدركه بالشدة.

و في الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا سرتم في الخصب أي : في وقت و مكان خصيب و فيه ماء و أعشاب و مرعى فأمكنوا الركاب أسنانها لتأكل و تطعم بأسنانها من الأعشاب و المرعى و لا تجاوز المنازل.

و في رواية (فنزلوها منازلها و المقصود عدم مجاوزة الحد في معاملة الدواب بمعرفة منزلتها و قدرها فس خدمتكم.

فعاملوها بما فيه صلاحها من غير عنف عليها ولا تقصير عن حاجتكم.

و إذا سرتم في الجدب و هو الوقت و المكان الذي لا مرعى فيه ولا ماء، فاستجدوا أي فأسرعوا في السير قبل ضعف الدواب لعدم وجود مرعى،

هذا بخلاف معنى الرفق بها لأنه إنما شرع الرفق مع وجود الخصب و الأمان، و عدم الأسباب الموجبة للتعجيل و الإسراع.

و عليكم بالدلج و هو السفر أول الليل فإن الأرض تطوى بالليل أي تقطع المسافات ليلا أسرع مما تقطع نهارا، و إنها تقرب مسافتها بتسيير المشي و قطع ما لا يرى منها مع ما في ذلك من إعتدال الجو.

بعكس النهار، الذي تشتد حرارته فيكون أكثر تعبا و خصوصا لمن يسافر في الصحراء.

و إذا تغولت لكم الغيلان،.

و هي جنس من الجن و الشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة يتراءى للناس، فيتغول تغولا أي يتلون تلونا في صور شتى.

معنى يغولهم أي يضلهم عن الطريق و يهلكهم، فبادروا بالأذان لأن الأذان يطردهم و يخوفهم فإدعوا شرها بذكر الله تعالى.

و إياكت و الصلاة على جواد الطريق و هذا تحذير من الصلاة في هذه الأماكن، و الجواد جمع جادة و هي معظم الطريق و وسطه و النزول عليها.

و في رواية أبو هريرة عند مسلم..

( وإذا عرستم بالليل، فاجتنبوا الطريق و المراد النهي عن الإستراحة و النزول للنوم فيه، .

ثم يبين السبب فقال فإنها مأوى الحيات و السباع فهو مكان للحيوانات المفترسة التي تسرح في الليل.

و مكان للهوام من الثعابين و الحيات التي ربما يصل أذاها للإنسان.

و قيل : تطرق فيها الحشرات و ذوات السموم و السباع لتلتقط ما يسقط من المارة، وقضاء الحاجة في وسط الطريق من البول أو الغائط فإنها الملاعن.

أي الأمكنة الجالبة للعن لمن يفعل ذلك فيها، فيلعنه من يطؤها بسبب كثرة حاجة الناس إليها و تأذيهم بما فيها من بول أو غائط.

و قد بينت أحاديث أخرى أنه يلحق بذلك منابع الماء و موارده و أماكن الظل،و تحت الأشجار فلا يبال فيها ولا يتغوط لحاجة الناس اليها.

و في الحديث مراعاة الشرع لمصالح الناس في حفظ الطرقات و النهي عن تدنيسها، وفيه الحث على الرفق بالحيوان و فيه مراعاة حق الطريق و عدم قطعه على المارة.

_قصة الغول مع سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.

عن أبي أيوب الأنصاري أنه كان في سهوة له، فكانت الغيلان تجئ فتأخذ فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له : إذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله فأخذها فحلفت ألا تعود.

فجاء إلى النبي عليه الصلاة و السلام فقال له ما فعل أسيرك؟ قال حلفت ألا تعود، فقال عليه الصلاة و السلام كذبت و هي عائدة.

ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا كلما أخذها حلفت ألا تعود ويجئ إلى النبي فيقول ماذا فعل أسيرك؟ فيقول حلفت ألا تعود فقال كذبت و هي عائدة.

فأخذها فقالت له : إني أعلمك شيئا إذا قلته لم يقربك شئ ( أية الكرسي) تقرؤها.

فأتى النبي عليه الصلاة و السلام فقال : ماذا فعل أسيرك؟ فقال قالت أية الكرسي أقرأها فإنه لا يقربك شئ.

فقال النبي صدقت و هي كذوب.

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *