الحوت الذي يحمل الأرض وأقوال الصحابة والتابعين.

الأراضين السبع كبست و ضغطت و بسطت على ظهر حوت و هذا الحوت على بحر و البحر على الصخرة التي منها خضرة الماء والسماء .

و على هذا آثار الصحابة و التابعين فمن لم يرض بما رضوه فلا رضي الله عنه.

_ومن اتهمهم برواية الكذب والأباطيل عن بني إسرائيل ونشرها في الأمة دون بيان فإنه قد طعن في عدالة الصحابة وأمانتهم وكذب الوحي المخالف لهذا الإدعاء الفاشل .

.. ومن الجهل القبيح أن هؤلاء المنكرين للآثار الواردة في مصنفات السلف الثقات أمناء هذه الأمة وعدولها ويصدقون آثار وكالة ناسا التي صنفتها هوليود !! قتل الإنسان ما أكفره !!

أقوال الصحابة والتابعين كثيرة عموما تدل على أن ما ورد في الاحاديث المرفوعة في خبر الحوت مخرج صحيح.

عن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قال.

: أَن الْأَرْضين على ظهر الحوت ، والحوت على الْبَحْرِ ، وَالْبَحْر على الصَّخْرَة ، والصخرة على قرن ثور ،.

والثور على الثرى ،وَمَا تَحت الثرى لَا يُعلمهُ إِلَّا الله . [ رواه البغوي في تفسيره (٢٥٥/٣) والسمعاني في تفسيره (٣٢١/٣) ومكي بن أبي طالب في تفسيره الهداية (٤٦١٢/٧) والقرطبي (١٦٩/١١ – ١٧٠) عن لم أقف على سنده لأنظر فيه ].

ونسبه في الدر المنثور لابْن مَرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس بلفظ قَالَ : الأَرْض على نون وَالنُّون على بحر وَالْبَحْر على صَخْرَة خضراء فخضرة الماء من تِلْكَ الصَّحْرَة قَالَ

:والصخرة على قرن ثور ، وَذَلِكَ الثور على الثرى ، وَلَا يعلم ما تحت الثرى إِلَّا الله فَذَلِكَ قَوْله {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَينهمَا وَمَا تَحت الثرى} فَجَمِيعِ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَينهمَا وَمَا تَحت الثرى في حرم الرَّحْمَنِ

فَإِذَا كَانَ يَوْمِ الْقِيَامَة لم يبق شَيْء من خلقه قَالَ: {لمن الملك الْيَوْم فيهتز مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فيجيب هُوَ نَفسه فَيَقُول: {الله الْوَاحِد القهار }.

وروى أَبُو الشَّيْخ في العظمة (١٣٩٥/٤) بسند حسن عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : « الْبَحْرُ عَلَى صَخْرَةٍ حَضْرَاءَ ، فَمَا تَرَوْنَ مِنْ حُضْرَةٍ فَهُوَ مِنْ حُضْرَةِ تِلْكَ الصَّحْرَةِ.

الحوت و الأراضين السبع.

وروى ابن أبي حاتم (٧٤٩٦) عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : { وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات وَالأَرْضِ} قَالَ :

كَشَفَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى نَظَرَإِلَيْهِنَّ عَلَى صَخرَةِ وَالصَّحْرَةُ عَلَى حُوتٍ ، وَهُوَ الحُوتُ الَّذِي مِنْهُ طَعَامُ النَّاسِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَهُمْ .

[ وهذا سند رجاله ثقات وفيه انقطاع ، وذكره في الدر وزاد نسبته لأبي الشيخ وفي آخره زيادة قوله : والحوت في سلسلة والسلسلة في حاتم العِزَّة ]

وروى أبو الشَّيْخ في العظمة (١٣٩٥/٤) عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وذكر خبرا طويلا وفيه : فَخُضْرَةُ السَّمَاءِ مِنْ ذَلِكَ ، وَحُضْرَةُ ذَلِكَ الْجَبَلِ مِنْ تِلْكَ الصَّخْرَةِ .. )

وأخرج ابن أبي الدُّنْيَا فِي الْعُقُوبَات (۲۲) وَأَبُو الشَّيْخ في العظمة (١٣٩٥/٤) بسند حسن عن ابن عَبَّاس قَالَ : خلق الله جبلا يُقَال لَهُ {ق} مُحيط بالعالم وعروقه إِلَى الصَّحْرَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الْأَرْضِ.

فَإِذا أَرَادَ الله أَن يزلزل قَرْيَة أَمر ذَلِك الجبل فحرك العرق الَّذِي يَلِي تِلْكَ الْقرْيَة فيزلزلها ويحركها فَمن ثمَّ تحرّك الْقَرْيَة دون الْقَرْيَة

وروى الطبري في تفسيره (١٣٤٥١) عن سعيد بن جبير { وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض} قال : كشف له عن أديم السماوات والأرض، حتى نظر إليهن على صخرة ،

والصخرة ، على حوت والحوت على خاتم ربّ العزة لا إله إلا الله

وجاء في الدر (۳۹۱/۸) :

. وَأَخرج ابْن الْمُنْذِر عَن الحسن قَالَ : إِن الأَرْضِ أَول مَاخلقت خلقت منعِنْد بَيت الْمُقَدّس ، وضعت طِينَة فَقِيلَ لَهَا : اذهبي هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا ، وخلقت على صخرة ،

والصخرة على حوت والحوت على الماء فَأَصْبَحت وَهِي تميع ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَة : يَا رب من يسكن هَذِهِ فَأَصْبَحت الْجِبَالَ فِيهَا أَوتاداً فَقَالَت الْمَلَائِكَة :

يَا رب أخلقت خلقا هُوَ أَشد من هَذِهِ قَالَ : الحَدِيد قَالُوا : فخلقت خلقاهُوَ أَشد من الحَدِيد قَالَ : النَّار .

قَالُوا : فخلقت خلقا هُوَ شد النَّارِ قَالَ: الماءمنقَالُوا : فخلقت خلقا هُوَ أَشد من الماء قَالَ الرّيح . قَالُوا : فخلقت خلقا هُوَ أَشد من الريح قَالَ : الْبناء من البناء قَالَ : آدم قَالُوا : : فخلقت خلقا هُوَ أَشدلَهُ

وَأَخرج ابْنِ الْمُنْذِرِ عَن ابْن جريج فِي قَوْله.

: {خلق سبع سماوات ومن الأَرْضِ مِثْلهنَّ} قَالَ : بلغني أن عرض كل أرض مسيرة خَمْسمِائَة سنة وَأَن بَين أَرضين مسيرة خَمْسمِائَة سنة وأخبرت أن الريح بين الأَرْضِ الثَّانِيَة وَالثَّالِثَةِ وَالْأَرْضِ السَّابِعَة فَوق الثرى وَاسْمَهَا تخوم.

وَأَن أَرْوَاحِ الْكَفَّارِ فِيهَا وَلها فِيهَا الْيَوْمِ حنين فَإِذا كَانَ يَوْمِ الْقِيَامَة ألقتهم إِلَى برهوت فاجتمع أنفس المُسلمين بالجابية وَالثَّرَى فَوق الصَّخْرَة الَّتِي قَالَ الله فِي صَخْرَة والصخرة خضراء مكللة والصخرة على الثور.

والثور له قرنان وله ثَلَاثَ قَوَائِم يبتلع مَاء الْأَرْضِ كلها يَوْمِ الْقِيَامَة ، والثور على الحوت ، وذنب الحوت عند رأسه مستدير تحت الأرض السفلى ،

وطرفاه منعقدان تحت الْعَرْشِ.

وَيُقَال : الأَرْضِ السُّفْلى على عمد من قرني الثور وَيُقَال : بل على ظهره واسمه بهموت.

يأثرون أَنَّهُمَا نزل أهل الجنَّة فيشبعون من زائد كبد الحوت ورأس الثور.

وأخبرت بأن عبد الله بن سلام سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: علام الحوت قَالَ: على مَاء أسود وَمَا أَخذ مِنْهُ الْحُوتِ إِلَّا كَمَا أَخذ حوت من حيتانكم بحر من هذه البحار.

وحدثت أن إبليس تغلغل إلى الحُوتِ فَعظم لَهُ نَفْسه وَقَالَ: لَيْسَمنخلق بأعظم مِنْك غنى وَلَا أقوى فَوجدَ الحوت في نفسه فتحرك فَمِنْهُ تكون الزلزلة إذا تحرك

فبعث الله حوتاً صَغِيرا فأسكنه في أُذُنه فإذا ذهب يَتَحَرَّك تحرّك الَّذِي فِي أُذُنهفسكن

روى ابن أبي الدنيا في العقوبات (۳۲۳) وأَبُو الشَّيْخ في العظمة (١٣٨٤/٤) وأبو نعيم في الحلية (٧/٦) بسند لابأس به عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ كَعْبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ :

قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَلَامَ قَرَارُ الْأَرَضِينَ ؟ قَالَ : الْأَرْضُونَ السَّبْعُ عَلَى صَخرَةٍ وَالصَّخرَةُ فِي كَفِّ مَلَكٍ ،

وَالْمَلَكُ عَلَى جَنَاحَ الحُوتِ وَالْحُوتُ فِي الْمَاءِ وَالْمَاءُ عَلَى الرِّيحِ ، وَالرِّيحُ عَلَى الْهَوَاءِ رِيحٌ عَقِيمٌ لَا تُلْقِحُ ، وَإِنَّ قُرُونَهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ قيل : فما تحت الحوت ؟ قال : الهواء والظلمة وانقطع العلم كَأَنَّهُ عَلامَة

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء بن يسار قَالَ :.

لقيت رجلا من حمير يقرأ الكتب فقلت لَهُ : الْأَرْضِ الَّتِي نَحن عَلَيْهَا مَا سكانها قَالَ

: هِيَ على صَخْرَة خضراءتِلْكَ الصَّخْرَة على كف ملك ذلِك الملك قائم على ظهر حوت منطو بالسموات وَالْأَرْضَ من تحت الْعَرْشِ … )

روی عبد الله في السنة (٥٦٨) حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي عَطَّافٍ قَالَ : « كَتَبَ اللَّهُ التَّوْرَاةَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِيَدِهِ وَهُو مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَىالصَّخْرَةِ فِي أَلْوَاحِ مِنْ دُرِّ.

فَسَمِعَ صَرِيفَ الْقَلَمِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ إِلَّا الْحِجَابُ »
سنده صحيح ورواه النجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق (٩٥).

قلت: والظاهر أن المراد بالصخرة هنا هي التي تحت الأرض وهذا الأثر ذكره عبد الله السنة وهو کتاب لا يخفاك قدره .

وروى أبو الشيخ في العظمة (٥٥١/٢) عَنْ أَبِي مَالِكٍ : {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ} قَالَ : عَلَى الصَّخرَةِ الَّتِي تَحْتَ الْأَرْضِ ، وَمُنتَهَى الْخَلْقِ عَلَى أَرْحَائِهَا أَرْبَعَةُ أملاك ،.

لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ وُجُوهِ وَحْهُ إِنْسَانٍ وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ نَسْرِ، وَوَحْهُ ثَوْرِ وَهُمْ قِيَامٌ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطُوا بِالْأَرْضِينَ وَالسَّمَاوَاتِ ، وَرُءُوسُهُمْ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَالْكُرْسِيُّ تَحْتَ الْعَرْشِ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْكُرْسِيِّ »

وروى مكي ابن أبي طالب.

في تفسيره الهداية (٤٦١٢/٧) قال الضحاك : الأرض السابعة على الحوت ، والحوت على الماء ، والماء على الصخرة ، والصخرة على قرن ثور والثور على الثرى ، ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله .