يأجوج و مأجوج.
ورد ذكر يأجوج و مأجوج فى القرآن الكريم فى قوله تعالى :
( حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولاً ✮ قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ) . سورة الكهف.
و هذه الآيات تبين لنا كيف كان يأجوج و مأجوج فى قديم الزمان أهل فساد و شر وقوة.
لا يصدهم شيء عن ظلم من حولهم لقوتهم و جبروتهم ،
حتى قدم الملك الصالح ذو القرنين فاشتكى له أهل تلك البلاد ما يلقون من شرهم. و طلبوا منه أن يبنى بينهم و بين يأجوج و مأجوج سدا يحميهم منهم.
فأجابهم إلى طلبهم وأقام سدا منيعا من قطع الحديد بين جبلين عظيمين.
و أذاب النحاس عليه حتى أصبح أشد تماسكا فحصرهم بذلك السد و اندفع شرهم عن البلاد و العباد .
كما ورد ذكرهم أيضا فى موضع آخر من القرآن يبين كثرتهم وسرعة خروجهم وذلك فى قوله تعالى :
( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون) سورة الأنبياء.
و قد دلت الأحاديث على أن الزمان الذى يخرجون فيه يملكون أسباب القوة و يتفوقون فيها على سائر الناس.
و بينت أيضا مدى كفرهم و عنادهم و أنهم أكثر أهل النار.
ففى الحديث أن الله عز وجل يقول لآدم عليه السلام يوم القيامة :
أخرج بعث النار فيقول :
و ما بعث النار ؟
فيقول الله سبحانه :
من كل ألف تسعمائة و تسعة وتسعين ففزع الصحابة رضى ٱɑɺɺ عنهم و قالوا :
يا رسول الله وأينا ذلك الواحد ؟
فـقــال صـلـى الـلـه عـلـيـه وسلم :
أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا.رواه البخارى.
متى يخرجون.
و بينت الأحاديث كذلك أن خروجهم سيكون فى آخر الزمان قرب قيام الساعة ، و فى وقت يغلب على أهله الشر و الفساد ،.
فعن حذيفة بن أسيد الغفارى رضى ٱɑɺɺ عنه قال : اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا و نحن نتذاكر .
فقال : ما تذكرون ؟
قالوا : نذكر الساعة.
قال : إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات ، فذكر الدخان ، و الدجال ، و الدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج ،.
و ثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، و آخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم رواه مسلم .
فـيأجوج و مأجوج إسمان لقبيلتان من شمال و وسط آسيا ، و هم من أهل الفساد و الشر و القوة.
و كانا يقتتلان و يعبثا فى الأرض فسادا فجاء الملك الصالح ذو القرنين و بنا عليهما جدارا منيعا ليصد شرهما على الناس .
وتحديد موعد ظهور يأجوج و مأجوج و سيدنا عيسى من علم الله عز وجل وحده.
لكن ظهورهما سيكون بعد أن يقتل سيدنا عيسى المسيح الدجال و ظهورهما من علامات الساعة الكبرى ويعنى قرب يوم القيامة .
ومن كثرة عددهم أن الواحد منهم لا يموت حتى يرى من ذريته ألفا فصاعدا.
يذكر البعض أن يأجوج و مأجوج هم شعوب الصين و ذلك لكثرة عددهم .
ويرى البعض الآخر أنهم قوم يسكنون جوف الأرض منحرفون عن الفطرة السوية التى خلق الله الناس عليها ،
فعندهم من المباحات الكثير من المحرمات على الجنس البشرى الطبيعى من شذوذ وزنا وغيرها .
و هناك من يعتقد أن يأجوج ومأجوج ما هم إلا البراكين يقصدون بذلك الحمم البركانية بمعنى تأجيج النار . وهذا كله لا أصل له أبدا.
فيأجوج ومأجوج من بني أدم من سلالة يافث ابن نوح.
مكان يأجوج و مأجوج.
يقول الباحث الأردنى عبدالله شربجى أن التسمية مشتقة من عبارة صينية تعنى قارة شعب الخيل.
و هم من شعوب مجاورة للصين شمالا و غربا و يعتقد أن جمهورية قيرغيزستان التى تجاور الصين من الغرب و تكثر فيها الخيول هى أرض يأجوج ومأجوج.
يقول أبو الحسن نور الدين و هو من علماء الحديث النبوى و مؤلف كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، .
ينقل ما رواه أحمد و الطبرانى عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته قالت: خطب رسول الله عليه الصلاة و السلام وهو عاصب رأسه من لدغة عقرب فقال :.
إنكم تقولون لا عدو و إنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج و مأجوج عراض الوجوه صغار العيون صهب الشغاف ( شعر أسود فيه حمرة) .
ومن كل حدب ينسلون كأن وجوههم المجان المطرقة (المجن هو الترس وتشبيه وجوههم بالترس بسبب بسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها و كثرة لحمها .
وفى متابعة رحلة ذى القرنين لبناء سد أو ردم ليحول دون تســــرب يأجـــوج و مأجوج .
يشير عبد الله شربجى فى كتابه رحلة ذو القرنين إلى المشرق إلى منطقة تقع غربى قيرغيزستان و شرقى أوزبكستان فى منطقة جبلية على الحدود الفاصلة بين البلدين فى آسيا الوسطى.
حيث تقطن الشعوب التركية من الأوزبك والكازاخ والقيرغيز والتركمان والأيغور غرب الصين ويمتد تواجدهم إلى آذربيجان وشمال غرب إيران وتركيا .
يذكر البعض أن يأجوج ومأجوج يسكنون جوف الأرض ويرى البعض الآخر أن الأرض تم إكتشاف المناطق الكثيرة منها إن لم تكن كلها .
و الحقيقة أنهم فى مكان ما فى الأرض ولكن بعيد عن القارات الحالية وأن هناك أراضى لم تكتشف بعد .
خروج يأجوج ومأجوج.
فخروجهم يقع بعد نزول عيسى أبن مريم عليه السلام وقتله المسيح الدجال فعن النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ثم يأتى عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه (أى من الدجال) فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم فى الجنة.
، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إنى قد أخرجت عبادا لى لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادى إلى الطور.
ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء.
ويُحْصر نبى الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مائة دينار لأحدكم اليوم فَيَرْغب نبى الله عيسى وأصحابه .
فيرسل الله عليهم النّغَفَ فى رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة .
ثم يهبط نبى الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون فى الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فَيَرْغَبُ نبى الله عيسى وأصحابه إلى الله.
فيرسل الله تعالى طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة . صحيح مسلم
والسبب فى أنه لا يستطيع أحد الوقوف فى وجههم لكثرة عددهم ، ويدل على كثرتهم أن المسلمين يوقدون من أسلحتهم بعد هلاكهم سبع سنين .
«سيوقد المسلمون من قسى يأجوج ونشابهم وأسلحتهم وأترستهم سبع سنين» ورواه ابن ماجة فى سننه .
وربما هذه الأحاديث وأحاديث مشابهة كثيرة تدل على أن هذه الحضارة الهائلة التى إخترعت هذه القوة الهائلة من القنابل والصواريخ ستزول.
وأن البشرية ستعود مرة أخرى إلى القتال على الخيول واستعمال الرماح والقسى وغيرها .