قصة زيد بن نفيل

قصة زيد بن نفيل….

من هو زيد بن عمرو بن نفيل.

هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي العدوي. والد سعيد بن زيد رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، و ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يجتمع هو و عمر في نفيل.

زيد بن نفيل يكون والد الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضي الله عنه. من احد  الصحابة المبشرين بالجنة. و يكون ابن عم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

_قبل بعثة النبي…

في الجاهلية و ذلك قبل بعثة النبي صلي الله عليه وسلم، كان زيد بن نفيل ينظر ويتأمل  في الأصنام  و هي منصوبة فوق بيت الله،.

فكان  زيد ينظر اليها علي انها فقط حجارة صماء بكماء خرساء لا تقدم و لا تؤخر من شيئ. غير مقتنعا بها

زيد بن نفيل  كان دائم السؤال و البحث عن الحقيقة. كان يقصد الاديرة و يقابل الرهبان و لا يكف عن السؤال و التفكير..

-خروجه يلتمس الحقيقة….

في يوم من الايام خرج زيد بن نفيل من مكة الي الشام ليسأل عن الدين الصحيح ليتبعه. فقابل عالما من اليهود فقام بسؤاله عن الدين الذي يتبعه.. قال زيد لليهودي: اني لعلي ان ادين دينكم فأخبرني.. ثم رد عليه اليهودي لا تكون علي ديننا حتي تأخذ بنصيبك من غضب الله. قال زيد ما افر الا من غضب الله و لا احمل من غضب الله شيئا و أني استطيعه. فهل تدلني علي غيره.. رد عليه قائلا : ما اعلمه الا يكون حنيفا.
قال زيد و ما الحنيف!
فقال :  هو دين ابراهيم لم يكن يهوديا و لا نصرانيا و لا يعبد الا الله…

ثم خرج زيد بعد ذلك فلقي عالما من النصاري، فسأله فذكر النصراني مثل ما قال اليهودي قائلا :لن تكون علي ديننا حتي تأخذ بنصيبك من لعنة الله .
قال زيد : ما افر الا من لعنة! الله ولا احمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا وأني استطيع فهل تدلني علي غيره..
قال النصراني : ما اعلمه الا ان يكون حنيفا.
رد  زيد : و ما الحنيف.
قال : دين ابراهيم لم يكن يهوديا و لا نصرانيا، و لا يعبد الا الله.
فلما رأي زيد قول اليهودي والنصراني في ابراهيم عليه السلام. خرج، فلما برز رفع يديه ثم قال : اللهم اني اشهد أني علي دين ابراهيم.

دولة السلاجقة

-عودته الي مكة….

ثم عاد زيد الي مكة وهو يشعر بالغربة. ينظر الي مكة واهلها وهو يفكر، احقا كانت هذه الارض ارض التوحيد! فما بال اهلها يعبدون هذه الاصنام! فما بالهم يشركون بالله!

ثم رأته اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنه و هو ساندا بظهره الي الكعبة و هو يقول : يا معشر قريش و الذي نفس زيد بيده ما اصبح احد منكم علي دين ابراهيم غيري. ثم يقول :اللهم اني لو اعلم احب الوجوه اليك لعبدتك به. و لكني لا اعلم.. ثم يقوم بحركة غريبة تدل علي مدي حبه وشوقه الي الله. تقول اسماء بنت ابي بكر : يسجد علي راحته، و كان يصلي الي الكعبة ويقول :الهي اله ابراهيم وديني دين ابراهيم .

الارض المسطحة هي الفطرة

لقد كان زيد بن نفيل من اصحاب الفطرة السليمة والقلب النقي الملئ بحب الله. فكان اذا رأي احدا من قريش وهو ذاهب لوأد ابنته الرضيعه كما كان الحال في قريش آنذاك. كان يترجاه ويتوسل اليه ان لا يفعل واذا اصر القرشي علي وأد ابنته كان زيد يقول له اتركها لي وانا سأكفلها.. فاذا ترعرت واردت ان تستردها اردها اليك والا فأنا كفيل بها..

عندما عاد زيد بن نفيل الي مكة و لم يكن رجوعه اليها  الا استعدادا لحدث عظيم، فقد كان يعلم من الرهبان عن قرب مجئ نبي مرسل..

– مقابلته مع رسول الله عليه الصلاه والسلام…..

و قد روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح. مكان بالحجاز بالقرب من مكة. كان ذلك  قبل أن يتنزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى زيد ان يأكل منها.

ثم قال زيد: اني لست آكل مما تذبحون على انصابكم و لا  آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه.

وان زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم و يقول لهم ان الشاة قد خلقها الله وانزل لها من السماء الماء وانبت لها من الأرض. ثم تذبحونها على غير اسم الله! ..

-وفاة زيد بن نفيل…..

و قد توفي زيد بن عمرو بن نفيل قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام بخمس سنوات.
اي في عام 19 قبل الهجرة و هو الموافق 615 م

وقد جاء ابنه الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ان أبي كان كما رأيت و كما بلغك. فاستغفر له.
قال الرسول عليه الصلاة والسلام : نعم فإنه يكون يوم القيامة أمة وحده.