ماهو المعني الحقيقي للأية الكريمة… والارض بعد ذلك دحاها!!.
إن هذه الأية فيها الوصف الأكيد والدليل المبين علي شكل الأرض، فهي منبسطة بالكلية. (والأرض بعد ذلك دحاها).
الآية الكريمة تشير إلي حقيقة الشكل الكامل لسطح الأرض وهيأته ولا ينكر ذلك إلا جاهل باللغة وبالمعاني الصحيحة لآيات القرآن الكريم.
الأدحية التي يزعم مايسمون أنفسهم علماء إعجاز علمي علي أنها تشير إلي الشكل البيضاوي للأرض،.
أما الحقيقة فإن الأدحية تعني مبيض النعام وليس بيضة النعامة،المبيض هو المكان الذي تبيض فيه النعامة،وسمي كذلك لأن النعامة عندما تضع البيض فإنها تقوم بدحو ذلك المكان حتي تمهده لوضع البيض فيه.فتبسط التراب وتوسع المكان ثم تضع فيه البيض.
و في لسان العرب لغة دحا من القاموس المحيط…
دحا الله الأرض يدطوها ويدحاها دحوا أي بسطها.
وادحوي تعني انبسط
و الأدحية و الأدحوة تعني مبيض النعام في الرمل.
و هذا نقل بالتفصيل عن إجماع الصحابة الكرام و التابعين و أئمة علماء السلف المفسريو.
فهو حجة إلي يوم القيامة علي كل ناكر متكبر عنيد و متعصب لهواه الباطل الذي يخالف الدين.
تفسير الآية والأرض بعد ذلك دحاها..
في تفسير الجلالين للإمام جلال الدين المحلي، الفقيه الشافعي مم عام 791 هجرية الي عام 864 هجرية.
(والأرض بعد ذلك دحاها) بسطها و كانت مخلوقة قبل السماء من غير دحو
و ذكر الإمام أبو حعفر الطبري في تفسيره
و الأرض بعد ذلك دحاها) و القول الذي ذكرناه عن ابن عباس رضي الله عنه ان الله تعالي خلق الأرض و قدر فيها أقواتها، ولم يدحها. ثم استوي إلي السماء فسواهن سبع سماوات، ثم دحا الأرض بعد ذلك.
فأخرج منها ماءها ومرعاها، و أرسي الجبال، و الأرض بعد ذلك دحاها، و المعروف من معني بعد أنه خلاف معني قبل. و ليس في دحو الله للأرض بعد تسويته السماوات السبع، و إغطاشه ليلها، و إخراجه ضحاها مايوجب أن تكون الأرض خلقت بعد خلق السموات.
لأن الدحو إنما هو البسط في كلام العرب، و المد يقىل منه دحا يدحو دحوا، و دحيت أدحي دحيا، لغتان و منه قول أمية ابن أبي الصلت :.
دار دحاها ثم أغمرنا بها… و أقام بالأخري التي هي أمجد
و قول أوس بن حجر في نعت غيث..
ينفي الحصي عن جديد الأرض مبترك… كأنه فاحص أو لاعب داحي.
و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة ( و الأرض بعد ذلك دحاها) أي بسطها..
حدثني محمد بن خلف قال ثنا رواد عن أبي حمزة عن الي (دحاها) قال بسطها..
و قبل الإمام القرطبي في تفسيره (و الأرض بعد ذلك دحاها) أي بسطها و هذا يشير إلي كون الأرض بعد السماء و قد مضى القول فيه في أول سورة البقرة ع قوله سبحانه..
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً، ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ [البقرة:) مستوفي و العرب تقول دحوت الشئ أدحوه دحوا، اذا بسطته.
و يقال لعش النعامة أدحي لأنه مبسوط علي وجه الأرض.
قال أمية ابن أبي الصلت… و بث الخلق فيها إذ دحاها… فهم قطانها حتي التنادي..
كذلك أنشد المبرد..
دحاها فلما رآها استوت… علي الماء أرسي عليها الجبالا.
و قيل دحاها سواها و ماه قول زيد بن عمرو..
و أسلمت وجهي لمن أسلمت.. له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استوت شدها… بأيد و أرسي عليها الجبالا.
و عن ابن عباس رضي الله عنه : خلق الله الكعبة و وضعها علي الماء علي أريعة أركان قبل أن يخلق الدنيا بألف عام، ثم دحيت الأرض من تحت البيت، و ذكر بعض أهل العلم أن بعد في موضع مع كأنه قال و الأرض بعد ذلك دحاها، كما قال الله تعالي (عتل بعد ذلك زنيم).
و قال الحافظ الإمام البغوي المتةفي عام 510 هجري، في تفسيره ( والأرض بعد ذلك دحاها) بعد خلق السماء، دحاها بسطها و الدحو البسط، قال ابن عباس خلق الله الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السماء ثم استوي إلي السماء فسواهن سبع سموات ثم دحا الأرض بعد ذلك.