من يكون السامري…
السامري هو شخصية يهودية. و هو الذي ذكر في القرآن الكريم في سورة طه.
و كذلك هو الذي قام باغواء بني إسرائيل بعد ان ذهب موسى لميقات ربه فاخرج لهم السامري عجلا جسدا له خوار.
فأضل كثيرا من بني اسرائيل و دعا عليه موسي .
قَالَ( فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) سورة طه، الآية 97
قيل انه كان رجل من بني اسرائيل من اهل كرمان يدعى موسى بن ظفر و هناك من قال بانه من اهل باجرمى و ليس من بني إسرائيل.
وهناك قولان في سبب تسميته بالسامري القول الأول أنه كان من قبيلة يقال لها سامرة والقول الثاني أنه من قرية تدعى سامرة.
السامري نشأ في كنف جبريل عليه السلام….
غالبية المرويات الاسلامية تتفق علي ان السامري كان يدعي موسي بن مظفر.
و كذلك هناك بعض الروايات التي تقول بان السامري كان يعمل صائغا و يدعي ميخا علي حسب تفسير البغوي.
و قد ولد السامري في نفس السنة التي كان يقتل فيها فرعون مصر جميع الذكور.
فقامت امه حينئذ بوضعه داخل كهفا من الكهوف خشية عليه من القتل.
فارسل الله جبريل الي السامري كي يربيه ولاطعامه ايضا. هذه الرواية في تفسير الطبري علي لسان ابن جرير . حيث يقول : لما قام فرعون بقتل الذكور قالت ام السامري لو نحيته عني حتي لا اراه ولا اري قتله. فوضعته داخل الكهف، فاتاه جبريل عليه السلام وكان يطعمه العسل واللبن، او السمن و العسل في رواية اخري.
قصة السامري مع نبي الله موسي……
تقول الروايات ان قصة السامري مع نبي الله موسي عليه السلام بدأت. و ذلك عندما مر موسي عليه السلام ومن معه بفئة كانت تعكف علي عبادة العجل..
فقال له قومه: (اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)
فقام موسي بالرد عليهم بحسم و قوة قائلا : (انَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون)
حتى جاء اليوم الذي يذهب فيه موسي لميقات ربه،وكان تاركا اخاه هارون عليه السلام مع قومه خليفه له. في ذلك الوقت ظهر السامري.
وفي تفسير الطبري يقول ابن جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال :
كان السامري من قوم يعبدون البقر، و كان حب عبادة البقر في نفسه.
فتنة السامري…..
و كان قد اظهر الاسلام في بني اسرائيل، فلما ذهب موسي الي ميقات ربه و ترك اخاه هارون مع قومه.
قال لهم هارون انتم قد حملتم اوزارا من زينة القوم وهي تعني حليا و امتعة.. ويقصد هارون بالقوم هم قوم فرعون. ثم قال هارون تطهروا منها اي هذه الحلية والامتعه فانها نجس..
و اوقد لهم نارا وقال لهم اقذفوا جميع ما معكم الي النار. فجعلوا يجمعون كل ما هو معهم ثم يقذفونه في النار.
حتي اذا تكسر الحلي فيها وراي السامري اثر فرس جبريل عليه السلام. اخذ ترابا من اثر حافر الفرس .
ثم قال لهارون عليه السلام يا هارون ء ألقي ما في يدي، فقال له هارون نعم. وهو كان يحسبه انه مثل القوم انما يلقي في النار من الحلي والامتعه.
فالقي السامري التراب في النار وهو يقول كن عجلا جسدا له خوار..فكانت للبلاء والفتنة.
تؤكد جميع الروايات ا ن السامري قد فعل فعلته هذه متعمدا ضلال بني إسرائيل و ذلك في غياب نبي الله موسى عليه السلام
فقال السامري للقوم (هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى)
فصدقوه واتبعوه، وقال السامري (يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبَعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى)
و عن ابن عباس رضي الله عنه ان هارون اقام فيمن معه من المسلمين ممو لم يفتنوا.
واستمر الذين اتبعوا العجل علي عبادة العجل.
خوف هارون من موسي عليه السلام…..
وشعر هارون بالخوف من موسي عليه السلام ان نفصل بقومه المسلمين عن الذين اتبعوا العجل. ان يقول له موسي :(فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قُولِي).
و قبل ان يعود موسي عليه السلام الي قومه، اخبره الله سبحانه بعبادة قومه للعجل.
قال تعالي ( قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ) (طه85).
عودة موسي الي قومه…..
ثم عاد موسى عليه السلام إلى قومه وهو غضبا أسفا بعد أن تلقى الألواح.
ورءاهم من على بعد و هم يعكفون على العجل الذي يعبدونه و يرقصون من حوله.
فثار موسي عليه السلام ثورة شديدة. ثم القي الالواح من يده علي الارض في غضب، فانكسرت.
و عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :ليس الخبر كالمعاينة، إن الله تعالى أخبر موسى عليه السلام بما صنع قومه في العجل، فلم يلق الألواح، فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت) أخرجه أحمد وقال الألباني
فقدم موسى الي قومه و هو يقول ( يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي). سورة طه
فحكي له قومه ماحدث معهم من السامري، و كيف ان السامري قد صنع لهم عجلا فقاموا بعبادته.
ثم اقبل موسي عليه السلام الي اخاه هارون في غضب شديد و امسك لحيته وراسه بشدة و عنف قائلا : (يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي)
فاجاب هارون: (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) سورة طه
بعد ان سمع هذه الكلمات من اخيه تأثر ونزلت بردا وسلامة علقه فهدأت نفسه ثم” قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) سورة الاعراف
قال الله تعالي (انَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) سورة الاعراف.
موسي في مواجهة السامري…..
و بعد ان سمع موسى قول هارون اخيه تركه و ذهب الي السامري حتي يساله عن جريمته.
والسامري لم ينكر ابدا و قال لموسي عليه السلام ان القوم ارادوا عبادة الها اخر من دون الله فصنعت لهم ذلك العجل.
والقيت عليه من اثر الرسول و كان يقصد جبريل عليه السلام.
فاصدر العجل خوارا فصدقه القوم. و هذا ما سولت لي نفسي.
فقام سيدنا موسي بطرده فلا يمسنهم ولا يمسونه.
هذا كان عقابه في الدنيا، اما في الاخرو فله العقاب الاشد والاكبر.
ثم نادى موسي عليه السلام في قومه ان يتوبوا إلى الله سبحانه وان يقتلوا بعضهم البعض .
الذين عكفوا علي عبادة العجل لم يجدوا امامهم خيارا سوي السيوف
حيث اخذ كل منهم يقتل الأخر جزاء لهم من الله على جرمهم الكبير.
و شركهم بالله عزوجل.
المصادر :القران الكريم و
تفسير الطبري