معركة موهاكس….

معركة موهاكس و السبب الحقيقي في حرص اوروبا على تشويه صورة السلطان سليمان_القانوني؟!..

حيث كان السبب هو ما تلقته جيوش اوروبا مجتمعة من هزيمة ساحقة تشبه الابادة و كان ذلك  في ساعات قليلة في اول ساعات القتال . يوم ‏معركة يطلق عليها معركة موهاكس ‏..

فلم تكن معركة بحسب.. ‏بل كانت مذبحة حيث ‏ﻻ يمكن ان تنساها اوروبا.. و مايزال المجريون الي الان  خاصة يقتلهم الغيظ كلما تذكروا هذه المعركة و هذا هو سر حقدهم و عنصريتهم العدوانية تجاه المهاجرين السوريين. او كل من ينتمي الى من كانوا سببا في هزيمتهم من بعيد او قريب .

متي وقعت معركة موهاكس..

معركة موهاكس وقعت سنة (932هـ/1526م) و  التي كانت بين الدولة العثمانية بقيادة سليمان القانوني. و بين مملكة المجر بقيادة فيلاد يسلاف الثاني جاجليو..

فكانت المجر حينذاك هي حامية الصليبية ‏في اوروبا وقتها. و انتصر في هذه المعركة المسلمون انتصارا ساحقا.. ؛ و كان من نتيجة ذلك الانتصار ان استطاعت الدولة العثمانية من ان  تضم اراضي المجر اليها..

فكان  في ذلك الوقت ملك المجر فيلاد يسلاف الثاني جاجليو كان  قد عزم على ان  ينقض اي تعهدات و ميثاق.. كانت قد اعطيت من قبل اسلافه لسلاطين الدولة العثمانية.

حتي وان ذهب ذلك الى حد قتل مبعوث السلطان سليمان اليه، و كان ذلك المبعوث يطالب بالجزية السنوية المفروضة على المجر.

رد السلطان القانوني عليهم…

و كان نتيجة ذلك ان قام  السلطان سليمان القانوني بالرد عليهم بغزوة كبيرة ضد المجر.

حيث سار السلطان سليمان من استانبول في 11 من شهر رجب 932هـ و هو الموافق 23 إبريل عام 1526م على رأس جيشه،..

و الذي كان  ذلك الجيش مؤلفا من نحو مائة الف جندي، و ثلاثمائة مدفع و ثمانمائة سفينة و ذلك حتى بلغ بلجراد،.

ثم تمكن من عبور نهر الطونة بسهولة و يسر بفضل الجسور الكبيرة التي تم تشييدها.

وبعد ان افتتح الجيش العثماني عدة قلاع حربية على نهر الطونة وصل إلى وادي موهاكس و كان ذلك  بعد 128 يوما من خروج الحملة.

، قاطعا بذلك الف كيلومتر من السير.. و هذا الوادي يقع الان جنوبي بلاد المجر على مسافة 185 كم شمال غربي بلجراد، و170 كم جنوبي بودابست..

و كان في انتظاره الجيش المجري البالغ نحو مائتي الف جندي، من بينهم 38 الفا من الوحدات المساعدة التي جاءت من المانيا،.

بعد ان اقامت المجر تحالفا مكونا من ‏احدى وعشرين دولة، ‏يعني قارة اوروبا كلها، ‏الا بعض ولايات فرنسا و البرتغال.

‏ و كان يقود هذه الجموع الجرارة الملك فيلاد يسلاف الثاني جاجليو..

المشكلة التي واجهت الجيش العثماني…

كانت مشكلة سليمان التكتيكية ‏هي كثرة فرسان الرومان و المجر ‏المقنعين بالحديد ، ‏فكانت تلك الفرسان لا سبيل لاصابتهم بالسهام او الرصاص او المبارزة، لتدريعهم الكامل، فماذا كان ليفعل؟..

في صباح يوم اللقاء 21 من شهر ذي القعدة 932هـ الموافق 29 أغسطس 1526م.. دخل السلطان سليمان بين صفوف الجند و كان ذلك  بعد صلاة الفجر، و خطب فيهم خطبة حماسية بليغة..

وحثهم و شجعهم على الصبر و الثبات، ثم دخل بين صفوف فيلق الصاعقة،. والقى فيهم كلمة حماسية استنهضت الهمم، وشحذت العزائم.

وكان مما قاله لهم: “إن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم تنظر اليكم”. فلم يتمالك الجند دموعهم التي انهمرت تأثرا مما قاله السلطان.

معركة موهاكس….

وقد وضع سليمان و مستشاروه لذلك خطة عسكرية تقضي…
‏بوضع تشكيل جيشه بطريقة 3 صفوف بينهم مسافتين كبيرتين ..

‏و وضع قواته الانكشارية في المقدمة ‏و هم الصفوة..
‏ثم الفرسان الخفيفة في الصف الثاني،. معهم المتطوعة و المشاة.. ‏و بقي هو و المدفعية في الصف الاخير. ‏

و في وقت العصر قام المجريون بالهجوم   على الجيش العثماني. ،فامر السلطان  سليمان قوات الانكشارية بالثبات و الصمود ساعة فقط، ‏ثم الفرار.

‏كما امر الصف الثاني الفرسان الخفيفة و المشاة بفتح الخطوط والفرار من على الاجناب، وليس للخلف.

وبالفعل قد صمدت قوات الانكشارية الابطال، وقامت بابادة  قوات المشاة الاوروبية كاملة في هجومين متتاليين.. ، ‏بقوات بلغت عشرين الف صليبي ‏في الهجمة الواحدة.

‏و انقضت القوة الضاربة للاوربيين و هي قوات الفرسان المقنعة بالكامل، و كان معها 60 الفا اخرين من الفرسان الخفيفة. ‏

و حانت لحظة الفرار و فتح الخطوط وانسحبت الانكشارية للاجناب وتبعتها المشاة.

حيث ‏اصبح قلب الجيش العثماني مفتوحا تماما ‏فانحدرت قوات اوروبا بقوة 100 الف فارس مرة واحدة نحو قلب القوات العثمانية.. فاصبحوا بذلك وجها لوجه امام المدافع العثمانية مباشرة على حين غرة. ،

والتى كانت قد  فتحت نيرانها المحمومة و قنابلها عليهم من كل ناحية، ‏و لساعة كاملةكان قد  انتهى الجيش الاوروبى و اصبح من التاريخ.. !!!

‏و حاولت القوات الاوروبية فى الصفوف الخلفية الهروب الي نهر الدانوب.. الا انهم غرقوا و قاموا بدهس بعضهم البعض، ‏فغرق الالاف منهم تزاحما..

السلطان….. لا اسري…

، ‏‏واراد  بعد ذلك الجيش الاوروبى الاستسلام للسلطان سليمان ‏فكان قرار سليمان الذي لن تنساه اوروبا: لا…. اسري..

‏و بالفعل اضطر البقية منهم ان يقاتلوا قتال اليائس. ‏ثم انتهت المعركة بمقتل فيلاد يسلاف ‏و الاساقفة السبعة الذين يمثلون المسيحية..

و ايضا مبعوث البابا، ‏بالاضافة الي جميع القادة الكبار، و سبعون الف فارس.. ‏و رغم كل هذا، ‏تم اسر 25 الفا اخرين كانوا جرحى .

في حين انه  كانت خسائر العثمانيين تقدر بنحو مائة وخمسين شهيدا، الي جانب بضعة الاف من الجرحى.

ان  معركة موهاكس العظيمة كانت  من المعارك النادرة في التاريخ، حيث تم هزيمة  احد اطرافها على هذا النحو و ذلك من مصادمة واحدة..

و كان ذلك في وقت قليل لا يتجاوز ساعتين فقط و ترتب علي هذه المعركة ضياع استقلال المجر بعد ضياع جيشها على هذه الصورة في هزيمة مروعة.

استعراض الجيش العثماني…

وبعد هذا  اللقاء بيومين في يوم 23 ذي القعدة 932هـ/31 أغسطس 1526م قام الجيش العثماني بعمل استعراض .. و ذلك امام السلطان سليمان القانوني..

حيث قام باداء التحية له و تهنئته، و قام القادة جميعا بدءا من الصدر الاعظم بتقبيل يد السلطان سليمان القانوني..

ثم  بعد ذلك تحرك الجيش نحو الشمال في محاذاة ساحل الدانوب الغربي، حتى بلغ بودابست عاصمة المجر.. فدخلها في (3 ذي الحجة 932هـ/10 سبتمبر 1526م).

و شاءت الاقدار ان يستقبل في هذه المدينة تهاني عيد الأضحى في سراي الملك،. وكان قد احتفل بعيد الفطر في بلجراد في اثناء حملته الظافرة.

مكث السلطان سليمان  في المدينة ثلاثة عشر يوما ينظم شئونها، وقام بتعيين جان زابولي امير ترانسلفانيا ملكا على المجر..

و التي اصبحت تابعة للدولة العثمانية، ثم عاد السلطان إلى عاصمة بلاده، بعد ان دخلت المجر في سلطان الدولة العثمانية.

‏هذه المعركة اغرب معركة في التاريخ ‏من حيث سرعة الحسم،.. ‏وما زالت تثير تساؤلات و استهجان‏ و حقد و دهشة البعض من المؤرخين الاوربيين.

دولة السلاجقة

 

تارتاريا العظمي

المصادر  في  كتاب (أيام لا تنسى.. صفحات مهمة من التاريخ الإسلامي) تأليف تامر بدر، تقديم: الدكتور راغب السرجاني،… دار أقلام للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، 1432هـ/2011م.
*سقوط إمبراطورية المجرية…
“The Battle of Mohacs: The Fall of the Hungarian Empire”, by Richard H. Berg,

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *