معركة كاهنة البربر..

هل سمعت قبل ذلك عن معركة يطلق عليها معركة كاهنة البربر..! .

فهي معركة كانت بين المسلمين بقيادة القائد حسان بن النعمان، و بين البربر بقيادة كاهنة أوراس البربرية …

فما هي القصة ياتري!!….

 

في معركة تهوذة للقائد المسلم العظيم عقبة ابن نافع و في عام 64 للهجرة.. غدرت قبائل البربر بالقائد عقبة..

مما أدي إلي ضعف حركة الفتح الإسلامي في شمال إفريقيا.. وازدادت الأمور تعقيدا بعد ذتك بعد استشهاد القائد زهير ابن قيس..

و الذي كان قد تولي القيادة بعد إستشهاد القائد عقبة ابن نافع..

فأرسل الخليفة عبد الملك بن مروان قائدا جديدا للمنطقة و كان ذو كفاءة عالية،.

و هو حسان ابن النعمان، الذي استفتح ولايته بفتح مدينة قرطاجنة و هي أعظم مدن المغرب وقتها و كانت تحت سيطرة الروم..

ثم سأل بعدها حسان عن أقوى ملوك إفريقية ليسير إليه، فيهزمه أو يبايع علي الإسلام.

فقيل له: الكاهنة، و هي كانت امرأة بجبل أوراس و أصبحت زعيمة البربر بعد مقتل كسيلة الغادر.

فما كان من حسان ابن النعمان إلا أن أسرع إليها ليقاتلها على عجل منه،.

حيث كانت الهزيمة بقدر الله عز وجل على المسلمين و كان ذلك عند نهر نيني، الذي أطلق عليه المسلمون بعدها اسم نهر البلاء، و ذلك سنة 77 للهجرة.

عاد حسان بن النعمان بفلول جيشه بعد هذه الهزيمة الشديدة إلى القيروان،.

ثم عسكر خارج القيروان في منطقة عرفت بعد ذلك بقصور حسان. و استمر مقيما بها خمس سنوات كاملة. و كان ذلك بأمر من الخليفة الذي أمره بالإقامة مكانه ولا يتحرك حتى تأتيه الأوامر..

فاستمر طوال هذه الفترة يستعد لقتال الكاهنة مرة أخرى، و أخذ في تتبع أخبار الكاهنة، ثم أرسل يطلب من الخليفة الإمدادات.

ملكت هذه الكاهنة المغرب كله خمس سنوات كاملة..

قامت خلالها بعمل في غاية الغباء و الحماقة أيضا
حيث أمرت رجالها أن يقوموا بتخريب المزارع و المراعي و البساتين. و كان ذلك بدعوى أن المسلمين ما غزوا بلادهم إلا من أجل هذه الثروات.

فكان نتيجة لهذا العمل الأحمق فقد خرجت الكثير من قبائل البربر عن طاعتها، .

و قاموا بالإتصال بالمسلمين وطلبوا منهم المساعدة على التخلص من حكم تلك الكاهنة الحمقاء.

و بعد أن انتهى الخليفة عبد الملك بن مروان من القضاء على الفتن الداخلية،.

قام بإرسال إمدادات كبيرة إلى المغرب و ذلك لمساعدة حسان بن النعمان، فلمااكتملت استعدادات المسلمين، قام حسان بالإنطلاق بالجيوش الإسلامية إلى جبال الأوراس معقل تلك الكاهنة.

ف لما اقترب حسان من الكاهنة، خرجت ناشرة شعرها، و أخذت تتكهن للبربر، و لكن هيهات هيهات، لم تجد المفر من سيوف المسلمين..

وقع الصدام بين المسلمين و البربر في الثاني من رمضان عام 82 للهجرة،  فقتلت تلك الكاهنة، ثم أسلم أهل البربر جميعها، وانتهت هذه الفتنة، و أمن الناس من شرها وفتنتها..

المصدر :

قصه الإسلام للدكتور راغب السرجاني.

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *