معركة القادسية أقوي المعارك الإسلامية..
كانت معركة القادسية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
حيث كانت بين المسلمين و ذلك بقيادة الصحابي سعد ابن أبي وقاص، و الفرس بقيادة رستم فرخذاد.
تعتبر القادسية من أكثر المعارك شهرة و هي ملحمة كبرى دامت لأربعة أيام كاملة. ، سطر خلالها المسلمون أسمي معاني البطولة و الصبر و الشجاعة.
كما أنها قضت علي هيمنة الفرس ، و سهلت سقوط الدولة الساسانية فيما بعد ،.
و تعتبر هذه المعركة مفخرة للعرب و للمسلمين حيث تغنى بها الكثير من شعراء العرب…
سير المعركة….
جمع كسرى الفرس رستم يزدجرد كل قوته ثم قام بتجهيز جيش كبير يتكون من مائة و عشرون ألف مقاتل، كانت ترافقهم الفيلة و ذلك للقضاء علي جيش المسلمين.
و قام رستم بتنصيب نفسه علي قيادة ذلك الجيش.
سمع بذلك (المثنى بن حارثة الشيباني)
و الذي كان يقاتل الفرس في العراق،.
فكتب إلى الخليفة ‘عمر بن الخطاب يطلب المدد إلا أنه توفي قبل وصول الإمدادات…
فنادي عمر بالناس للقتال، و قد أخذ قرارا أن يسير بالجيش بنفسه..
،لكن الصحابي عبد الرحمن بن عوف و بعض الصحابة أشاروا عليه بأن يولي سعد ابن أبي وقاص قائدا علي جيش المسلمين.
فسار سعد بالجيش الذي بلغ تعداده مع توالي الإمدادات إلى ستة وثلاثون ألف جندي..
و في يوم الخميس 13 شعبان عام 15 هجرية الموافق ل 19 من أكتوبر عام _636 ميلادية.
عبرت جيوش الفرس النهر . والتقى الجيشان في القادسية.
ثم بدأت المعركة بالمبارزات الفردية فأخرج الفرس أبطالهم. فخرج لهم أربعة من المسلمين فقتلوهم.
و كان عمرو بن معد يكرب الزبيدي يتبختر بين الصفين و يحمل سيفه (الصمصامة). ليرهب العدو وهو ينادي بالفرس..
أخرجوا لي أبطالكم و كل ماخرج له فارس هزمه وقتله، وعندما رأي رستم ذلك أمر الجيش بالهجوم الكاسح علي المسلمين مع الفيلة انتقاما لجنوده .
معركة القادسية أقوي المعارك الإسلامية.
و بدأت المعركة بتفوق واضح للفرس بسبب أعدادهم الكبيرة إلي جانب الفيلة التي كانت تفتك بالناس وتفر منها خيل المسلمين…
، فأمر سعد المسلمين أن يقاتلوا ضمن قبائلهم حتى يثبتوا. و عندما أشتد القتال لاحظ رستم مجموعة من جيش المسلمين تقاتل بكل شجاعة وثبات أمام الهجوم الفارسي..
،فسأل أعوانه فقالوا له إنها قبيلة بجيلة اليمانية ، فقام بالتركيز بسبعة عشر فيلا مستهدفا قبيلة بجيلة.
و التي كانت تقاتل على الميمنة فكادت تهلك، فقام سعد بالإرسال إلى بني أسد أن دافعوا عن بجيلة..
فأبلوا بلاء حسنا و ردوا عنهم هجمة الفيلة، و لكن الفيلة عادت لتفتك بقبيلة أسد، فنادى سعد عاصم بن عمرو التميمي ليصنع شيئا بالفيلة..
فأخذ رجالا من قومه و توجهوا إلي الفيلة ثم قطعوا حبال التوابيت التي توضع على الفيلة. فارتفع عواؤها . فما بقي لهم فيل إلا أعري و قتل أصحابه ونفس عن قبيلة أسد،.
و كان سعد بن أبي وقاص قد أصابته دمامل والتقرحات في فخذيه و لم يخرج ذاك اليوم إلى القتال،.
لكنه كان يدير المعركة على أكمل وجه من أعلي قصر قريب من أرض المعركة..
و كان أبي محجن الثقفي فارسا مغوارا. لكنه ابتلي بشرب الخمر ،وجيء به إلى سعد ، فقام بتقييده حتى تنتهي المعركة وذلك ليقيم عليه الحد ..
يا خيل الله إركبي..
وعندما صاح سعد ياخيل الله اركبي و كبر المسلمين و جالت الخيل في أرض المعركة لم يطيق أبي محجن القعود فبدأ بالصراخ وهو يقول حزينا :
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا..
و أُترك مشدودا علي وثاقيا..
فسمعته سلمة زوجة سعد بن أبي وقاص فرقت له
و حلت وثاقه ، بعد أن وعدها بأن يعود إلى وثاقه إذا سلمه الله..
و وثب على فرس كان لسعد بن أبي وقاص يقال لها ( البلقاء ) ، ثم انطلق للمعركة ، فكان إذا مال إلى جهة من جيوش الفرْس هزموا ..
و كان سعد يرقب أرض المعركة من الأعلى و يقول متعجبا.. : “الركض ركض البلقاء والطعن طعن أبي محجن و أبي محجن في الوثاق و البلقاء في مربطها!..
فأخبرت سلمة سعدا بالقصة و أنها قامت بفك وثاقه فذرفت دموعه..
و عندما رجع أبي محجن إلى الوثائق عانقه سعد و قال : لن اضربك بعد اليوم فقال أبي محجن و لن أشرب الخمر بعد اليوم…
إستمر القتال بين الفريقين حتى الغروب و أصيب من قبيلة أسد تلك العشية خمسمائة كانوا ردءا للناس, ..
كان يوما صعبا على المسلمين و هذا هو اليوم الأول من المعركة و يسمى يوم أرماث..
اليوم الثاني …..يوم أغواث..
و في اليوم الثاني أصبح القوم فوكل سعد بالقتلى والجرحى من ينقلهم,.. فسلم الجرحى إلى النساء ليقمن عليهم،.
حيث كانت النساء المسلمات قد اشتركن في معركة القادسية و منهن الخنساء التي فقدت أبنائها الأربعة فصبرت و احتسبت. .
و في أثناء ذلك طلعت نواصي الخيل قادمة من الشام كان يتقدمهم هاشم بن عتبة القرشي والقعقاع بن عمرو التميمي..
ثم قسم القعقاع جيشه إلى أعشار و هم ألف فارس، فقام بتقسيمهم إلي عشرة فرق، كل فرقة تتكون من مائة فارس..
فانطلقت أول عشرة و معهم القعقاع. فلما وصلوا تبعتهم العشرة الثانية و هكذا حتى تكامل وصولهم في المساء،.
فألقى بذلك الرعب في قلوب الفرس, فقد ظنوا أن مائة ألف قد وصلوا من الشام فهبطت هممهم و أصيبوا بالإحباط.
و قام القعقاع بمنازلة بهمن جاذويه فور وصوله فقتله,. ولم ير أهل فارس في هذا اليوم شيئا يفرحهم, .
فقد أكثر المسلمون فيهم القتل, و لم يقاتل الفرس بالفيلة هذا اليوم لأن توابيتها قد تكسرت بالأمس.
فاشتغلوا هذا اليوم بإصلاحها. وأشار عمرو بن معد يكرب على المسلمين بأن يقوموا بإلباس إبلهم فهي مجللة مبرقعة، .
وحملوا على خيل الفرس يتشبهون بها بالفيلة ففعلوا بهم هذا اليوم وهو يوم أغواث كما فعلت فارس يوم أرماث .
فجعلت خيل الفرس تفر منها و قاتلت الفرس حتى انتصف النهار,.
فلما اعتدل النهار تزاحفوا من جديد حتى انتصف الليل, فكانت ليلة أرماث تدعى الهدأة وليلة أغواث تدعى السواد..
اليوم الثالث…. يوم عمواس..
أصبح القوم لليوم الثالث و بين الصفين من شهداء المسلمين ألفان.. ومن جريح و ميت من الفرس عشرة آلاف،..
فنقل المسلمون شهداءهم إلى المقابر و الجرحى إلى النساء،.
وأما قتلى الفرس فبين الصفين لم ينقلوا.
و بات القعقاع لا ينام .
فجعل يسرب أصحابه إلى المكان الذي فارقهم فيه بالأمس و أوصاهم… “إذا طلعت الشمس فأقبلوا مائة مائة”..
ففعلوا ذلك في الصباح فزاد ذلك في هبوط معنويات الفرس و ظنوا بأن الإمدادات مازالت تتوالى على المسلمين..
وابتدأ القتال في صباح اليوم الثالث و سمي يوم عمواس،.
والفرس قد أصلحوا توابيتهم, فأقبلت الفيلة من جديد .
يحميها الرجالة فنفرت و خافت الخيل، ورأى سعد الفيلة عادت لفعلها يوم أرماث . فقال لـعاصم بن عمرو و القعقاع… اكفياني الفيل الأبيض، و قال لحمال والربيل… : “اكفياني الفيل الأجرب.
فأخذ الأولان رمحين ثم تقدما نحو الفيل الأبيض فوضعا رمحيهما في عينيه, فنفض رأسه و طرح ساسته و دلى مشفره.
فضربه القعقاع فوقع لجنبه، و حمل الآخران على الفيل الأجرب فطعنه حمال في عينه فجلس ثم استوى و ضربه الربيل فأبان مشفره. فأفلت الأجرب جريحا و ولى و ألقى نفسه في النهر واتبعته الفيلة وعدت حتى وصلت إلي المدائن..
معركة القادسية..
.ليلة الهرير..
ثم تزاحف الجيشان فاجتلدوا و صبر كلا الطرفين و سميت هذه الليلة ليلة الهرير، .
ففي هذه الليلة حمل جيش المسلمين على الفرس بعد صلاة العشاء فكان القتال حتى الصباح،.
و انقطعت الأخبار عن سعد و رستم فلم ينم الناس تلك الليلة.
فلما جاءت الظهيرة كان أول من زال عن مكانه الفيرزان و هروب الهرمزان , .
فبدأت بذلك بشائر النصر تلوح في الأفق و أرسل الله ريحا هوت بسرير رستم و علاه الغبار..
و وصل القعقاع إلى السرير فلم يجد رستم الذي هرب و استظل تحت بغل فوقه حمله .
فضرب هلال بن علفة التيمي من بني الرباب الحمل الذي تحته رستم و هو لا يعرف بوجوده فهرب رستم إلى النهر فرمى نفسه.
و رآه هلال فتبعه و ارتمى عليه فأخرجه من النهر ثم قتله, ثم صعد طرف السرير وقال: “قتلت رستم ورب الكعبة إلي إلي..
فانهارت حينئذ معنويات الفرس و انهزموا و عبروا النهر, و تبعهم المسلمون يخزونهم برماحهم فسقط من الفرس في النهر ألاف..
و قتل من المسلمين ليلة الهرير و يوم القادسية ثمانية آلاف و خمسمائة، و من الفرس في الليلة نفسها أكثر من ثلاثين ألفا.
ثم لحق زهرة بن الحوية التميمي الجالينوس فقتله،
فكان نصرا مؤزرا من عند الله.