موقعة الجمل

اتخذ علي رضي الله عنه قرارا بغزو معاية و أهل الشام.

و ذلك بإعتبار أن الشام بات إقلين منشقا خارج دولة الإسلام.

فهذا رأي سليم و لما لا و قد بايع المسلمون جميعهم علي رضي الله عنه!، أما معاوية فهو رفض البيعة، و يرفض اقسمع و الطاعة.

أما ما رأه معاوية فهو أنه و أهل الشام لم يبايعوا عليا، و لذلك لا ينطبق عليهم الحكم بأنهم الخارجين، فلهم الحق ومعهم العذر..

و لكن كان الحق مع علي رضي الله عنه وسيتضح الأن..

في اثناء ما كان علي رضي الله عنه يستعد إلي الخروج للشام، وجد السيدة عائشة و الصحابة الزبير وطلحة قد خرجوا بدون أي مقدمات متوجهين إلي البصرة.

وكان سبب خروجهم هو أنهم قد علموا أن عليا قد يواجه حرجا يمنعه من القصاص، و لذلك فهم أدركوا أن من دورهم القيام بذلك..

لذلك خرجوا للأخذ بالقصاص من قتلة عثمان ابن عفان رضي الله عنه.

و ايضا حتي يعم الصلح بين المسلمين وينتهي الخلاف والفرقة بينهم.

كان هذا في شهر جمادي الثاني عام 36 من الهجرة.

تفاجئ علي رضي الله عنه من هذا التحرك، لذلك قرر أن يتجه إلي البصرة بدلا من الشام،..

ورأي أن يكون معه جيشه، حتي يرد هذا التحرك إلي المدينة لا أن يقاتلهم..، لانه كان دائما يري أنه عندما تتواجه الجيوش فلابد أن تكون لها توابع وخيمة وخسائر مروعة.

وصمم علي الذهاب إلي البصرة. .

أما في البصرة و التي كانت مليئة بالكثير من أهل الفتنة المتورطين في قتل عثمان رضي الله عنه،. فقد خرج الوالي مم قبل علي، عندما علم بوم أصحاب الجمل، فقام بقتالهم، لذلك اضطروا إلي قتاله، والنتيجة أنهم إنتصروا عليه.

قد كان علي رضي الله عنه هدفه هو التصالح مع مدهؤلاء الصحابة، و أن يرجعوا إلي المدينة، . وعندما نول بذي قار، قام بدعوة القعقاع، و أرسله إلي أهل البصرة.

و قال الق هذين الرجلين حيث كان القعقاع من أصحاب النبي صلي الله عليه والسلام. وقال له علي ادعهما إلي الألفة و الجماعة، و عظم عليهما الفرقة..

.
ثم قال له كيف تصنع فيما جاءك منهما و ليس عندك فيه وصاة مني؟؟

قال نلقاهم بالذي أمرت به، فإذا جاء منهم ما ليس عندنا منك فيه رأي اجتهدنا رأينا. و كلمناهم كما نسمع و نري أنه ينبغي.

قال أنت لها، فخرج القعقاع حتي قدم البصرة فبدأ بعائشة فسلم عليها و قال أي أأمة، ما أشخصك؟ و ما اقدمك هذه البلدة؟؟.
؟

قالت السيدة عائشة : أي بني، الإصلاح بين الناس.

قال : فابعثي إلي طلحة و الزبير حتي تسمعي كلامي و كلامهما..

فأرسلت إليهمل فجاءوا، ثم قال لهما :إني سألت أم المؤمنين عن ما أقدمهما، فقالت الإصلاح بين الناس!. فما تقولان أنتما، هل متابعات أم مخالفان..
فقالا :متابعان.

معركة الجمل..

فقالت عائشة :فما هو قولك أنت?.
فرد قائلا : أقول إن هذا الأمر دواؤه التسكين، فإذا سكن اختلجوا،. فإن بايعتم فهذا علامة خير وتباشير! رحمة. و درك بثأر هذا الرجل، و عافية و سلامة لهذه الأمة.

و إن أبيتم إلا مكابرة لهذا الأمر و إعتسافه كانت علامة شر و ذهب هذا المال، فآثروا العافية! ترزقوها، و كونوا مفاتيح الخير كما كنتم، و لا تعرضونا للبلاء فتعرضوا له فيصرعنا و إياكم.

و أيم الله إني لأقول هذا القول و أدعوكم إليه!، و إني لخائف أن لا يتم حتي يأخذ الله حاجته. من هذه الأمة التي قل متاعها!، . و نزل بها ما نزل!، فإن هذا الأمر الذي حدث أمر ليس بقدر، و ليس كقتل الرجل للرجل، ولا القبيلة الرجل!..

قالوا : قد أصبت و أحسنت فارجع!، فإن قدم علي و هة علي مثل رأيك صلح هذا الأمر.

فرجع إلي علي وأخبره فأعجبه ذلك، ثم أشرف القوه علي الصلح!، كره ذلك من كرهه ورضيه من رضيه.

و أقبلت وفود العرب من أهل البصرة نحو علي بذي قار ، قبل رجوع القعقاع. حتي ينظروا ما رأى إخوانهم من أهل الكوفة. و على أي حال نهضوا إليهم، و ليعلموهم أن الذي عليه رأيهم الإصلاح و لا يخطر لهم قتالهم على بال .

في هذا الوقت وصل علي رضى الله عنه،.

و بعث إلى أصحاب الجمل حكيم بن سلامة و مالك بن حبيب.
ان كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع، فكفوا حتى ننزل و ننظر في هذا الأمر. فردوا حكيما ومالك إلى عليٍ أننا على ما فارقنا عليه القعقاع .

و أرسل علي إلى رؤساء أصحابه، و طلحة و الزبير إلى رؤساء أصحابهما بذلك، فباتوا بليلة لم يبيتوا بمثلها للعافية التي أشرفوا عليها و الصلح.

استبشر المسلمون خيرا بهذا الصلح، و لكنه -في الوقت ذاته كان وبالا على أهل الفتنة الذين صعقوا لما علموا بأمره، و خافوا على أنفسهم،.

و باتوا بشر ليلة و قد أشرفوا على الهلكة؛ فاجتمع نفر. ، منهم وهم علباء بن الهيثم و عدي بن حاتم و سالم بن ثعلبة القيسي و شريح بن أوفى و الأشتر. في عدة ممن سار إلى عثمان، و رضي بسير من سار،.

فتشاوروا فقالوا: ما الرأي؟ و هذا علي و هو و الله أبصر بكتاب الله ممن يطلب قتلة عثمان، .

و أقرب إلى العمل بذلك، وهو يقول ما يقول، ولم ينفر إليه سواهم والقليل من غيرهم، . فكيف به إذا شام القوم وشاموه، ورأوا قلتنا في كثرتهم، وأنتم والله ترادون وما أنتم بالحي من شيء.

حيث كان أهل الفتنة يخشون من أن يتصالح علي رضى الله عنه و أصحاب الجمل؛ فيتفرغوا لهم ويحاسبوهم.

لذلك انتهى ذلك الاجتماع المشئوم باتفاق خبيث و الذي صاغه رأس الفتنة عبد الله بن سبأ اليهودي..

إذ قال: يا قوم، إن عزكم في خلطة الناس، فإذا التقى الناس غدا فأنشبوا القتال و لا تفرغوهم للنظر، فمن أنتم معه لا يجد بدا من أن يمتنع،.

و يشغل الله عليا و طلحة و الزبير ومن رأى رأيهم عما تكرهون. فأبصروا الرأي و تفرقوا عليه و الناس لا يشعرون .

و حتي و إن كان رأس الأمر هو عبد الله بن سبأ اليهودي، أو أنه شخصية غير حقيقية -كما يرى بعض الباحثين..

فإن الثابت أن هناك من وضع هذا المخطط ونفذه، سواء كان فردا أم جماعة.

كان ذلك مخططا خبيثا، و كان التنفيذ دقيقا.

“فغدوا مع الغلس وما يشعر بهم، فخرجوا متسللين و عليهم ظلمة، فقصد مضرهم إلى مضرهم، وربيعتهم إلى ربيعتهم، ويمنهم إلى يمنهم،.

فوضعوا فيهم السلاح، فثار أهل البصرة و ثار كل قوم في وجوه أصحابهم الذين أتوهم” .

ظن جيش علي رضى الله عنه أن أصحاب الجمل قد خانوه، كما ظن جيش الجمل نفس الظن بجيش علي رضى الله عنه.

فاشتعل القتال، واضطُر الجميع للقتال، ولكن عليا رضى الله عنه كان حريصا على إنهاء المعركة سريعا. و ذلك تقليلا للخسائر؛.

فعندما وجد جيش الجمل يدافع باستماتة عن الجمل الذي تركبه السيدة عائشة رضي الله عنها -وبه سمِيت المعركة معركة الجمل.

أمر جنوده بعقر الجمل لكي تخمد عزيمة المدافعين، و تنتهي المعركة، وقد كان.

الجدير بالذكر، أن كل الشواهد أثبتت صحة موقف علي رضى الله عنه من القضية؛ ففي أثناء المعركة وجد الزبير رضى الله عنه أن الهدف الذي خرج لأجله أصبح غير قابل للتحقيق.

فترك ساحة المعركة و رجع إلى المدينة، فأدركه رجل ممن كانوا معه و هو عمرو بن جرموز، فقتله وهو يصلي رضى الله عنه، وقد قتل أيضا طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه.

وقد أكرم علي رضى الله عنه السيدة عائشة رضي الله عنها، وأرسل معها أخاها محمد بن أبي بكر حتي يوصلها إلى المدينة معززة مكرمة. و معها أربعون من نساء البصرة، فذهبت إلى مكة للحج ثم رجعت إلى المدينة .

كما أثبتت الحوادث صحة موقف الحسن بن علي -رضي الله عنهما- في دعوته أباه إلى عدم الخروج إلى أصحاب الجمل حتي لا يحدث قتال.

بعد هذه الموقعة (موقعة الجمل).

قرر أمير المؤمنين علي رضى الله عنه اتخاذ الكوفة عاصمة له و ذلك بدلا من المدينة،. و أخذ من هناك يحاول توطيد أمر الخلافة في الولايات المختلفة.

كان معاوية رضى الله عنه و أهل الشام قد رفضوا البيعة لأمير المؤمنين علي رضى الله عنه قبل أن يقتص من قتلة عثمان رضى الله عنه كما ذكرنا.

معركة الجمل..

و لم يكن في نفس معاوية رضى الله عنه شيء من المشاقة أو العداوة الشخصية لعلي رضى الله عنه، و كذلك لم يكن به طمع في الخلافة . كما يصوِر المرجفون وأهل الفتنة..

بل كان هو اجتهاد رآه صوابا يثيبه الله عز وجل عليه بإذنه. و مما يثبت ذلك أن معاوية رضى الله عنه لم يشارك مع أصحاب الجمل في الحرب، .

رغم أنه على نفس رأيهم، ولو تدخل لصالحهم لكان جديرا بما معه من قوة الشام الصلبة، وجنوده المطيعة من أن يرجِح كفتهم، .

و لكنه رضى الله عنه لم يكن يود محاربة علي رضى الله عنه، ولا يجرؤ على التفكير في ذلك.

يقول الإمام ابن تيمية: ولم يكن معاوية ممن يختار الحرب ابتداءً، بل كان من أشد الناس حرصا على أن لا يكون قتال.

الختام..

اخيرا نقول ، رضي الله عن صحابة رسول الله جميعا . على بن بي طالب ، عثمان ين عفان ، معاوية بن ابي سفيان ،. الزبير بن العوام ، محمد بن ابي بكر الصديق والجميع ، فهم خير قدوة صالحه

وخلاف على بن بي طالب ومعاوية بن ابي سفيان ، رضي الله عنهم هو خلاف اخووه خلاف بين اخوين صديقين صالحيين.

حيث كان كل منهم يري ويفكر بالقران والسنه ، ولم يفكر احدهم باللخلافه او للنزاع على الحكم .

فهم خير رجال صدقوا ماعهدوا الله عليه ، فرضي الله عن سادتنا على بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان …

قادة مسلمون غيروا مجري التاريخ

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • مايو 1, 2023 في 9:24 م

    Good post. I learn something totally new and challenging on blogs I stumbleupon on a daily basis. Its always useful to read content from other authors and practice something from their websites.

  • مايو 1, 2023 في 10:02 م

    🌹🌹🌹

  • يوليو 4, 2023 في 4:14 ص

    This page really has all of the information I
    needed about this subject and didn’t know who to
    ask.

  • أكتوبر 30, 2023 في 10:21 م

    Excellent blog you have got here.. It’s hard to find high-quality
    writing like yours these days. I truly appreciate individuals like
    you! Take care!!

  • نوفمبر 7, 2023 في 11:45 م

    Does your site have a contact page? I’m having a tough time locating it but, I’d like to shoot you an e-mail.
    I’ve got some suggestions for your blog you might
    be interested in hearing. Either way, great site and I look forward to seeing
    it improve over time.

  • نوفمبر 19, 2023 في 10:03 م

    This article was right up my arena! Thanks for indulging individuals with my interests.

    Also visit my webpage ei payday loans

  • نوفمبر 20, 2023 في 10:44 م

    Your way of telling the whole thing in this post is truly good, all be able to
    without difficulty understand it, Thanks a lot.

  • نوفمبر 21, 2023 في 3:46 ص

    I pay a visit everyday some sites and blogs
    to read posts, but this weblog gives feature based writing.

  • نوفمبر 22, 2023 في 4:39 ص

    Hi, I think your blog might be having browser compatibility issues.
    When I look at your website in Safari, it looks fine but when opening in Internet Explorer,
    it has some overlapping. I just wanted to give you a quick heads
    up! Other then that, amazing blog!

  • نوفمبر 24, 2023 في 3:58 ص

    I’ve been surfing on-line more than 3 hours lately, yet
    I never discovered any interesting article like yours. It is beautiful value sufficient for me.
    Personally, if all web owners and bloggers made excellent
    content material as you did, the net can be a lot more useful than ever
    before.

  • نوفمبر 24, 2023 في 5:45 ص

    Do you have a spam problem on this blog; I also
    am a blogger, and I was curious about your situation; we have developed some nice
    practices and we are looking to trade solutions with others,
    why not shoot me an e-mail if interested.

  • نوفمبر 27, 2023 في 5:13 م

    Good day! This is my first visit to your blog! We are a team of volunteers and starting a new project in a community in the same niche.
    Your blog provided us valuable information to work on. You have done a extraordinary job!

  • نوفمبر 28, 2023 في 12:48 ص

    For the reason that the admin of this web page is working, no question very rapidly
    it will be famous, due to its feature contents.

  • ديسمبر 5, 2023 في 1:35 م

    Hello! I could have sworn I’ve visited this blog before but after browsing through some of the posts I realized it’s new to me.
    Nonetheless, I’m certainly pleased I found it and I’ll
    be book-marking it and checking back frequently!

  • ديسمبر 6, 2023 في 3:20 ص

    Hurrah, that’s what I was exploring for, what a
    data! present here at this webpage, thanks admin of this web site.

  • ديسمبر 12, 2023 في 9:10 ص

    🌹🌹🌹