طوفان نوح والعرش العظيم والماء

العرش العظيم و الماء.

طوفان نوح…. (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) هود 7

⁦(وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) كان قبل السماوات والأرض وما زال

كقوله تعالى (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) أيْ كان وما زال

والسؤال الآن..

ما مفاد هذا الخبر العجيب ⁦ (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)؟!

الذي لم يرد في الذكر الحكيم إلا مرة واحدة فقط

وانظر كيف دخل على السياق / ومحله في السياق

والأعجب أنه ليس في كتاب الله نص صريح بخلق العرش والماء

وإنما قال: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) اﻷنبياء 30

وفي العرش قال: (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) التوبة 129

وهذا لا ينفهي أن العرش والماء مخلوقان

((كان الله ولم يكن شيء قبله ولا معه))

و السؤال الأهم..

لماذا كان الإستواء على العرش بعد خلق السماوات والأرض؟!

(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ)

ج: بدايةً.

تقدم معنا سابقاً بيان العرش والإستواء
فالعرش ليس كرسي
والإستواء ليس جلوس

(ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ) أي فرغ وقصد إليها

مفاد خبر (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) ليخبرك بأزلية العرش
فلا يليق بجلال الله أن يخلق السماوات والأرض ثم العرش
فالملك كان ملك قبل الخلق وبعد الخلق

والماء أساس الحياة..

والعرش هو المدير المدبر / هو قلب الخلق ورأس سنامه
لذلك قال (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) ولم يقل كان العرش والماء

فكان الماء وسقفه العرش
ثم خلق السماء جملة واحدة
ثم خلق الأرض في كينونة الماء
وألقى على ظهر الأرض جبال توازنها على الماء لكيلا تتمايل
ثم قصد إلى السماء فسواهن سبع سموات
ثم فتق السماوات عن الأرض بسقف السماء
__ثم أغلق جوانب الأرض وحجز بحر السماء عن بحر الأرض
وأفرغ كينونة الأرض من ماء السماء لتصلح للعيش عليها
وأصبحت الأرض بنظام مغلق الأقطار من كافة جوانبها وما يحاط بها

ثم خلق الشمس والقمر الخ.. المسخرات للأرض

ثم ⁩ (ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ)

لماذا  الاستواء ؟.

لـ ⁦(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ (وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا

(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [سورة يونس 3]

فبعد أن خلق السماوات والأرض وما بينهما وزاد في الخلق عن العرش والماء استوى سبحانه وتعالى على عرشه ليدبر الأمر

أي متقصد على “عرشه” الذي هو مدير الخلق وقلبه ورأس سنامه ومن خلاله تصدر الأوامر .. كما بينا سابقاً

لذلك (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ۚ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) فاطر 41

طوفان نوح..

وقلّ من يتدبر تفاصيل هذا الطوفان العظيم
الذي جعله الله آية للعالمين / آية للمبصرين / آية للغافلين

(وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)[سورة القمر 15]

ف الله تبارك وتعالى قادر على أن يهلك قوم نوح دون أي سبب..
دون أن يأمر نوح بصناعة الفلك
دون أن يفتح أبواب السماء
دون أن يفجر الأرض عيونا

ولكن أراد الله بحكمته أن يكون هذا الطوفان رسالة وإشارة علمية.. رسالة للغافلين عن ماهية السماء ومحتوياتها

ومنها : السقف – أبواب السقف – ماء السماء – ماء الأرض

فالناس تنظر إلى السماء وتراها زرقاء اللون ولا تسأل عن السبب

(وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ)
[سورة اﻷنبياء 32]

لاحظ أنه قال ⁦ (مُعْرِضُونَ) لم يقل غافلو

وذلك لأن أكثر الناس ترى السقف بأم العين وتقرأ خبره في كتاب الله ومع ذلك تنكره

الله ﷻ يقول سقف / والناس تقول غلاف جوي

فزُرقة السماء : هو لون السقف الذي تراه عيناك كل يوم

الطوفان.

(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ) [سورة القمر 11]

⁦(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ) أي أبواب السقف

⁦(بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ) ليس إمطار بل ماء متدفق منهمر

⁦(بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ) ماء بحر السماء

(وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) القمر 12

⁦(وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا) الماء الذي تطفو عليه الأرض

⁦(فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) وطغى رؤوس الجبال

قال ابن نوح (سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ)

قال نوح (لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ)

ومفاد ذلك أن الماء طغى وبلغ رؤوس الجبال

بعد الطوفان.

تأمل ودقق الآن..

(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)هود 44

⁦(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ) ماء الأرض الذي فجرته وأدخلته

⁦(وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي) أيْ أغلقي الأبواب وامسكي عن إرسال الماء إلى الأرض

فعاد الماء من حيث أتى وخرج من كينونة ومنظومة الأرض
لتبدأ الحياة والعيش على هذه أرض يابسة من جديد..

وبعد ذلك قال لك (وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا) الحادثة (آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

والمؤسف أن أكثر المسلمين اليوم لا يؤمنون بماء السماء

ولأنهم غافلون عن هذه الحقيقة التي يرونها بأعينهم
جعلوا معنى يسبحون من التسبيح وليس السباحة

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [سورة اﻷنبياء 33]

وذلك لأنهم غير مؤمنين بآيات السماء وماء وبحر السماء
بل ويجادلون بكل جحود إنكاراً لماء السماء وتثبيتاً للفضاء المزعوم!!

ويحسبون أنهم مهتدون.. / ويحسبون أنهم على شيء

ورداً على الكرويين الذين يظنون أننا نرغمهم بالإيمان فيما نقدمه من حقائق لم يسمعوا بها من قبل من المشيخات

بل وربما يفهم البعض أننا نتوسل إليه أن يؤمن بها

نقول لهم؛ إن الله غنيٌ عنك وعن العالمين⁦ إن هي إلا نصرةً لكتاب الله وآياته وكلماته

فالأرض مسطحة والسماء ماء رغم أنف كل من خالف وقال كروية وفضاء وغلاف وهرطقات وافتراءات وخرافات..

فنحن بعون الله ماضون على مانحن فيه وعليه..
ولن نترك هذا حتى يظهره الله أو نهلك دونه..

والسلام على من اتبع الهدى