ساحة مراكش – تنفيذ أقسي عقاب في تاريخ البشرية.

ساحة مراكش – الساحة التي كانت مسرحا لتنفيذ أقسى عقاب في تاريخ البشرية.

إذا سألتك عزيزي القارئ عن مدينة مراكش المغربية وماذا تعرف عنها ؟ أول شيئ سيبادر ذهنك هو السياحة..

إضافة إلى الساحة المشهورة هناك، والذي يتوافد إليها العديد من السياح عبر العالم،.

لكن أراهن عزيزي القارئ أن أكثر من 90% من زوارها لا يعرفون ماذا تخفي تلك الساحة في طياتها،.

ولم يخطر ببالهم أنها كانت مسرحا لتنفيذ أقسى عقاب في تاريخ البشرية، و ذلك حسب تصنيف من قناة أمريكية معروفة،.

حسنا لكي لا نطيل عليكم و لإشباع فضولكم لندخل في التفاصيل :..

ساحة مراكش.. بداية القصة..

قصتنا تبدأ صباح يوم 2 فبراير 1906. حيث تم اختفاء فتاة في ظروف غامضة بعيدا عن منزلها.

تم البحث عنها في المدينة بأكملها ولم يجدو لها أثرا أو علامة تدل على حياتها أو مماتها،.

و في صباح اليوم التالي استيقظت المدينة على خبر إختفاء فتاة أخرى وسط إستغراب الساكنة التي لم تعهد مثل هذه الأخبار .

نظرا للإحترام والوقار الذي كان يسود المجتمع في تلك الفترة.

عند بداية شهر إبريل من نفس السنة كان مجمل عدد الإختفاءات في المدينة وصل إلى 35 فتاة.

هنا بدأت الشائعات تسري في المدينة مسرى الدم في الشرايين،.

ساحة مراكش و القاتل المتسلسل..

فهناك من يشك في الأوروبيين الوافدين إلى المدينة ، وهناك أيضا من نسب الموضوع إلى الجن،.

لكن الشائعة الأكثر تداولا والأكثر تصديقا في المدينة هي الجزم بوجود قاتل متسلسل في المدينة،.

لم يكن يقوى نساء المدينة الخروج دون مرافقة ولي أمرهم فلقد دب الرعب و الهلع في الساكنة.

هدأت الأوضاع مؤقتا في شهر إبريل حتى ظن الساكنة أن الكابوس إنتهى.

، ليعود عند إستيقاظهم على خبر إختفاء فتاة أخرى ذات صباح من شهر مايو ، لكن هذه المرة ستكون هي القشة التي قسمت ظهر البعير.

حيث خرج أب العائلة للبحث عن إبنته دون إستسلام ودون اللجوء إلى مساعدة الشرطة،.

بدأ في إقتفاء أثرها و السؤال عنها لتتفق الأراء على رؤيتها مع إمرأة عجوز.

بدأ الأب بتحري الأمر ليجد نفسه أمام بيت العجوز “رحالة” التي تبلغ من العمر 75 عام،.

كانت عجوز إجتمع الحي على إحترامها وجزم الكل على طيبوبتها و حنانها.

العجوز القاتلة في مراكش..

طرق الأب بابها لتخرج عجوز يظهر على وجهها ملامح الكبر سألته عن سبب مجيئه. عندها باغتها الأب بسؤاله عن إبنته، ظهرت ملامح الإرتباك و التوتر على العجوز ،.

لاحظ الأب الإرتباك و التناقض في أجوبتها ليشك في علاقتها وإختفاء إبنته.

ولكنه تعامل مع الموضوع بذكاء وهدوء وطلبها بإحترام أن ترافقه للبيت لتطمئن عائلته بأن إبنته في أمان.

وافقت العجوز ورافقت الأب إلى منزله، عند دخول العجوز “رحالة” إلى منزل الأب باغتها لتجد نفسها مقيدة اليدين والرجلين .

تجمعت العائلة حول العجوز و بدأو في إبتزازها و تخويفها ، فدب الرعب في نفس العجوز .

وأقرت بأن الفتاة في متجر “الحاج المسفيوي” صانع الأحذية.

خرج الأب مسرعا قاصدا مخفر الشرطة ليخبرهم بالأمر، فتوجهو لمتجر “الحاج المسفيوي”، لتكون الصدمة سيدة الموقف …

ساحة مراكش – تنفيذ أقسي عقوبة في التاريخ البشري.

وجد الشرطة في المتجر بئرا عميقا يحتوي على 22 جثة و 16 جثة مدفونة في حديقة منزله.

كانت أغلب الضحايا من النساء والأطفال وكلهم رؤوسهم مفصولة عن جسدهم و أجسادهم
مشوهة .
عند استنطاق هؤلاء الوحوش البشرية من طرف الشرطة إعترفا أن هناك طريقتين لإستدراج ضحاياهم،.

الطريقة الأولى كانت سهلة وهي عندما تأتي زبونة إلى المتجر . كان “المسفيوي” يرحب بها ترحيبا حارا بعبارات لبقة و محترمة حتى يكسب ثقتها.

هنا يأتي دور “رحالة” التي تضايف الزبونة بكأس شاي ، لم يكن هناك أبدا مجال للشك بالنسبة للزبونة.

عجوزين على وجههما ملامح الطيبوبة إضافة إلى الترحيب على الطريقة المغربية،.

عند إحتساء الضحية للشاي المليئ بالمخدر تفقد وعيها، . و عندها يغلق المتجر و يبدأ الوحوش بمقاسمة حلي و مجوهرات الضحية،.

بعد أخذ “رحالة” نصيبها تنصرف تاركة السلطة و الحرية للوحش “المسفيوي” ..

أما الطريقة الثانية هي الأكثر إستفزازا حيث هذه الطريقة لا تصلح إلا للأطفال و المراهقات.

حيث تجوب “رحالة” الأزقة وفي يدها كيس أو قفة مليئة بالمشتريات الثقيلة وتبدأ بالتمثيل أنها عجوز وهنة لا حول لها ولا قوة.

فتختار ضحيتها و تطلب منها مساعدتها في حمل أثقالها,أغلبية من كانت تطلبهم لم يترددوا في مساعدتها نظرا لإحترامهم وشفقتهم لها ..

عند وصول الضحايا إلى باب “رحالة”..

كانت تعزم الضحايا على كأس شاي كمكافئة على تعبهم.

، فتصر على الضحية حتى وإن قابلها بالرفض حتى يدخل . وهنا ينتهي دور “رحالة” ويظهر الوحش “المسفيوي” الذي يكون في إنتظار الضحية في منزله،.

فيقطع رأس الضحية أولا ثم يحول جسدهم إلى لوحة و السكين هي الفرشاة.

فيبدأ بطعن الجسد عشرات الطعنات إلى أن يشبع مرضه ثم يقوم بدفن الضحية في حديقة منزله الخلفية.

إنتشر الخبر كالنار في الهشيم بين الساكنة مما أثار غضبهم و خرجت المدينة بأكملها مطالبة بإعدامه على العلن،.

بعد أيام من المظاهرات و السخط الشعبي وصل الخبر إلى سلطان المغرب ليأمر بإعدامه .

وصل قرار السلطان إلى مسامع مسؤولين أوروبيين ليرفضو الإعدام رفضا قاطعا لدوافع إنسانية،.

وهنا تضاعف السخط في صفوف الساكنة و عائلات الضحايا حيث إزدادت حدة أصواتهم المتعالية كل يوم.
ليصل صداها للسلطان الذي وجد نفسه في مأزق،.

فكر السلطان في طريقة لتهدئة الأوضاع فخرج بقرار أن يتم جلد “المسفيوي” على العلن في ساحة المدينة كل يوم إلى أجل مسمى، وذلك لإرضاء جميع الآراء..

الإنتقام من المسفيوي.

كل يوم يتم ربط “المسفيوي” على ظهر الحمار و التجول به بين شوارع المدينة وسط سب و شتم الساكنة له بجميع أنواع السب.

ليتطور الوضع إلى البصق عليه أحيانا، إلى أن يصل لساحة المدينة ليتم جلده عشر جلدات بجذع شجرة مشوك وسط أنظار الحضور،.

تكررت العملية كل يوم لمدة شهر تقريبا لكن هذا المشهد لم يطفئ غليل المدينة التي كانت تطالب بإعدامه بمظاهرات كانت تزلزل المدينة،.

لم تنجح خطة السلطان بتهدئة الوضع فقرر أن الإعدام هو الحل الوحيد .

إعدام بشع ل المسفيوي..

فأمر بالإعدام لكن لن يكون إعداما عاديا سيكون إعداما يشفي غليل المدينة مهما كان بشعا.

المهم هو تهدئة الأوضاع وارتياح السلطان من المطرقة التي تطرق رأسه كل يوم .

الأن وصلنا للحظة الدرامية في القصة التي ستسجل في التاريخ إلى الأبد.

فقد جاء يوم الإعدام الموعود، كان يوم الإثنين أخرج الجلادون “المسفيوي” من زنزانته وتم إقتياده إلى ساحة المدينة لإعدامه،.

ظن “المسفيوي” أنه يوم روتيني كباقي الأيام لم يبدي أي مقاومة ظنا منه أنه سيجلد و يعاد سالما إلى زنزانته.

لذلك لم يكن في حسبانه أن عقوبته ستخلد في سجل التاريخ و تكتب عنها أشهر جرائد العالم في تلك الفترة، .

وصل “المسفيوي” إلى الساحة ليجد جمعا غفيرا من الجماهير على غير المعتاد.

فلقد أتى المئات من الجموع المتحمسة من المدن و القرى المجاورة . لحضور الإعدام الذي توعد السلطان أنه لن يكون عاديا وسيكون عبرة لكل من سمحت له نفسه بتكرار هذه الجريمة،.

أدرك “المسفيوي” أنه سيعدم اليوم فلم يبدي أي ردة فعل بتاتا. وكان هادئا لظنه أنه سيعدم بالطريقة العادية و يرتاح من عذابه أخيرا،.

عندما أدار ناظريه إلى منصة الإعدام تغيرت ملامحه إلى الرعب والفزع الشديد و بدأ في التوسل و الصراخ و الإستغاثة…

لقد كانت منصة الإعدام عبارة عن أحجار البناء ( الياجور ) و الإسمنت.

تنفيذ الإعدام علي قاتل مراكش..

فور رؤيتها فهم “المسفيوي” ما الذي ينتظره، أمر الجلاد “المسفيوي” بالوقوف بطريقة عمودية وبدأ ببناء حجرة بطول “المسفيوي” وعرضه.

، لا يمكن حتى أن تتخيل عزيزي القارئ شعور أن تسجن في حجرة لا تتعدى طولك وعرضك حتى الموت،.

وصل الجلاد بالبناء إلى رأس المجرم وسط توسله و صياحه فأغلق الفتحة من فوق لمنع دخول أي شعاع من الضوء، .

وترك “المسفيوي” على حاله دون أكل أو شرب، في نهار اليوم الأول لم يصمت “المسفيوي” من التوسل للحاضرين وطلبهم المساعدة.

لكن أغلبية الحاضرين كانو لا يسمعونه لصخب الإحتفال و أصوات الشامتين فيه،.

ووسط توسله كان عائلات الضحايا تقاطعه بالسب و الشتم، . ظل الحال على حاله توسل من جهة و إحتفال من جهة أخرى .

حتى صباح اليوم الثالث عندما لم يصدر من الحجرة أي صوت للتوسل أو الإستغاثة.

عندها إستوعب الحضور أن حفلتهم إنتهت و مات المجرم الذي روع المدينة لشهور عدة موتا بطيئا،.

إنصرف الحضور تدريجيا وسط رضى و إرتياح . لتنتهي واحدة من أقسى العقوبات التي صنفت في التاريخ..

القاتل الذي رفضت المشنقة أن تعدمه

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *