في موقع الحقيقة المخفية للأرض العظيمة، قمنا بالكتابة كثيرا عن حضارة تارتاريا، و ذكرنا أن الفيضانات الطينية كانت سببا محتملا من أسباب إنهيار و نهاية تلك الحضارة الرائعة.
و لكن هل بالفعل حدثت مثل هذه الفيضانات الطينية من قبل على الأرض، أو بمعنى أخر هل هناك أس حوادث مسجلة عن الفيضانات الطينية.
في هذا المقال سنذكر أربعة أحداث و كوارث كبرى على الأرض،.
أحداث تسببت في الموت و الفوضى و الدمار.
من زلزال هز مدينة بأكملها، إلى فيضان طيني غمر مدن كبرى، إلى إنفجار دمر غابة إلى ثوران بركاني أظلم السماء.
أولا : زلزال لشبونة البرتغال عام 1755.
في صباح اليوم الأول من شهر نوفمبر من عام 1755، كان سكان مدينة لشبونة في البرتغال يحتفلون بمناسة دينية و كان يوم عطلة،
حيث كانت المدينة مزدحمة بالسكان و الزوار، يقومون بشراء السلع ويستمتعون بالجو المشمس الرائع.
ثم فجأة و من دون سابق إنذار إهتزت الأرض بعنف و كأنها إنفتحت، إنهارت المباني و تصدعت الشوارع و سقط الناس على الأرض.
كان زلزال لشبونة أحد أقوى الزلازل التي تم تسجيلها على الإطلاق في؟ أوروبا
كانت قوته بين 8.5 إلى 9 درجات بمقياس ريختر.
شعر الناس بالزلزال في أماكن بعيدة أخرى مثل المغرب و ايرلندا و السويد.
لكن ما جعل زلزال لشبونة أكثر تدميرا هو ما أعقبه من أثار.
فحينما كانت المدينة تتعافى من الصدمة الأولية، حدثت كارثتين أخريين . الحرائق و أمواج تسونامي.
إندلعت الحرائق في أماكن كثيرة، يقال أن السبب كان من خطوط الغاز المكسورة من أثار الزلزال و الجو الجاف. و الفوضى .
انتشرت الحرائق بسرعه شديدة و دمرت مناطق كثيرة وكان رجال الإطفاء عاجزين عن السيطرة عليها،
إنقطعت إمدادات المياة و أغلقت الشوارع و استمرت الحرائق لتلاثة ايام كاملين ، مما زاد من عدد القتلى و الدمار الشديد.
بعد ذلك حدثت أمواج تسونامي هائلة نتيجة إزاحة المياة في نهر تاجة الذي يتدفق عبر لشبونة.
ضربت الموجة الاولى المدينة بعد 40 دقيقة من حدوث الزلزال حيث تفاجأ السكان بتسونامي.
بلغ ارتفاع موجة تسونامي 20 متر و سحبت معها الناس و الحطام
ثم حدثت الموجتين الثانية و الثالثة بعد فترة وجيزة مما زاد من المذبحة.
موجات تسونامي لم تؤثر على لشبونة فقط، لكن أثرت أيضا على المناطق الساحلية في البرتغال و اسبانيا و شمال افريقيا.
زلزال لشبونة عام 1755 كان إنذار و تنبيه للعالم أن هناك احداث قاسية جدا لا يمكن التنبؤ بيها.
قتل مايقدر بخمسين ألف شخص في لشبونة وحدها و حدثت أضضرار جسيمة في البنية التحتية للمدينة و أثارها.
ثانيا : الفيضان الطيني في بنسلفانيا عام 1858.
الكارثة الأخرى حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن كارثة عن زلزال و لكن فيضان هائل مدمر لدرجة أنه غير مسار النهر و مصير المدينة.
الفيضان المعروف بالفيضان الطيني عام 1858،حيث كانت بيتسبرغ بنسلفانيا في القرن التاسع عشر مركز صناعي مزدهر يعمل بالفحم و الحديد والصلب.
وكانت تقع عند إلتقاء ثلاثة أنهار هم الغيني، و مونونجاهيلا واوهايو، كانت الأنهار شريان الحياة للمدينة، حيث توفر وسائل النقل و الطاقة و الترفيه .
لكن أيضا كانت الأنهار مصدر قلق أو نقطة ضعف المدينة.
في عام 1858 تسببت سلسلة من العواصف المطيرة الغزيرة إلى ذوبان الثلوج في الجبال، إرتفع منسوب المياة في الأنهار بسرعة حتى فاضت ضفافها.
كان الفيضان عبارة عن كارثة بطيئة إستمرت عدة ايام
إستمرت المباة في الارتفاع و أغرقت الشوارع و المباني و المصانع.
مياة الفيضان لم تكن عميقة فقط،،بل كانت مياة قذرة تحمل الحطام و مياة الصرف الصحي و الحيوانات النافقة.
كان من المستحيل التنقل في المدينة أو العمل و الحياة
كان الفيضان نقطة تحول بالنسبة لبيتسبرغ بنسلفانيا.
سلط الضوء على الإهتمام و تحسين البنية التحتية و التنظيم والتخطيط، وألهم الفيضان على إنشاء فيلق المهندسين بالجيش الأمريكي و التي كانت مهمته الإهتمام بالموارد المائية ومنع حدوث فيضانات اخرى.
ثالثا : حدث تونغوسكا في سيبيريا 1908.
تونغوسكا هي منطقة نائية في سيبيريا، وقع حدث كوني لا زال يحير العلماء الى الأن، الحدث المعروف بحدث تونغوسكا 1908.
في صباح يوم 30 يونيو عام 1908،هز إنفجار هائل غابة تونغوسكا وسط سيبيريا بقوة قنبلة نووية و تم سماع دوي الإنفجار على بعد مئات الاميال،.
و أضاء السماء إضاءة شدبدة.
أدى الإفجار إلى تدمير ملايين الأشجار في مساحة 800 ميل مربع
و تسبب الانفجار في حدوث موجات صادمة شدبدة. أثثار الإنفحار أيضا سلسلة من الظواهر الجوية مثل الكرات النارية والعواصف الرعدية والشفق القطبي.
كان حادث تونغوسكا لغزا حير العلماء، لم يوجد تفسير واضح لسبب الحادث، يقول البعض أنه كان بسبب نيزك أو مذنب إنفجر في الغلاف الجوي،.
البعض الاخر يقول أنه كان إنفجار بركاني شديد، أو تجربة عسكرية ضخمة.
الحقيقة لا أحد يعرف بالتحديد السبب إلى جانب أن المنطقة كانت لعدة سنوات تعاني من الكارثة قبل أن تتمكن أي بعثة علمية من الوصول للمنطقة.
و حتى الان لازال حدث تونغوسكا لغزا محيرا.
رابعا : انفجار بركان تامبورا عام 1815.
الحدث الرابع والأخير في جنة استوائية مكان للجمال و الخطر إنفجر بركان بقوة غير مناخ العالم.
البركان المعروف بجبل تامبورا في إندونيسيا والذي انفجر و ثار عام 1815.
جبل تامبورا قبل ثورانه كان جبل مهيب وشاهق فوق جزيرتي سومباوا ولومبوك، كان جنة خضراء وأرض خصبة وتنوع في الحياة البرية و اعتمد عليه السكان في معيشتهم،
كان الجبل يزودهم بالمياة والارض الخصبة والمعادن.
لكن السكان كانوا يعلمون ان الجبل أيضا قادر على إحداث عنف و انفجار ضخم،
لانه انفجر قبل ذلك في عام 1812 وحدثت بعض الاضرار
لكن انفجار البركان عام 1815 كان كارثة بكل المقاييس وواحد من اكبر الثورات البركانية اللي تم تسجيلها في التاريخ.
ادى الانفجار لاطلاق كميات هائلة من الرماد و الغازات والصخور للغلاف الجوي، وادى لشتاء بركاني استمر سنوات
تسبب الانفجار أيضا في حدوث موجات تسونامي وفيضانات طينية وزلازل، لم تؤثر على جزيرتي سومباوا ولومبوك فقط، لكن على الارض كلها،.
بركان 1815 ادى لمقتل عشر ألاف شخص بشكل فوري و مباشر
و وفاة مئات الالاف بطريقة غير مباشرة بسبب الأمراض والمجاعات والنزوح
كما قام بالتأثير على مناخ العالم، في عام 1816 كان عام بلا صيف
و هذا أدى إلى فشل المحاصيل الزراعية، وحدوث مجاعات واضطرابات في اوروبا وامريكا الشمالية
حاليا جبل تامبورا اصبح مقصد سياحي، وموقع للبحث العلمي
رابط الفيديو على قناة اليوتيوب