هي الأرض على ظهر حوت و ثور !.

نتناول بعض الروايات التي تحدثت أن الأرض على ظهر حوت و ثور… قال الثعلبي : لما خلق الله تعالى الأرض بعث إليها ملكا من تحت العرش فدخل من تحت الأرضين السبع وأخرج احدى يديه من المشرق والأخرى من المغرب وقبض على أطراف الأرض فلم يكن لقدميه قرار.

فأهبط الله تعالى ثورا من الجنة اسمه نون له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة من القرن إلى القرن خمسمائة عام فاستقر قدم ذلك الثور على الياقوتة الخضراء

ثم خلق الله تعالى الصخرة التي قال لقمان لابنه “انها إن تك مثقال حبة فتكن في صخرة” الآية واسم الصخرة صيخور وروي أن في هذه الصخرة تسعة آلاف ثقب في كل ثقب منها بحرلا يعلمه إلا الله.

فاستقرت تلك الياقوتة الخضراء غليها ولما لم يكن للصخرة قرار أهبط الله تعالى إليها حوتا عظيما من البحر السابع الذي تحت العرش.

ويقال اسم الحوت بهموت وقيل بلهوت فاستقرت تلك الصخرة على ظهر الحوت وقيل لا يقدر أحد أن ينظر إلى ذلك الحوت من بريق عينيه .

ولو وضعت بحار الدنيا كلها في إحدى منخريه لكانت كالخردلة في أرض الفلاة فاستقر الحوت على الماء وصار واقفا مكانه لا يتحرك.

فقال اللهم لك الحمد بك قويت وبحولك استطعت ولولا ذلك لما كان لي قوة على حمل ما استحملتني إياه فائذن لي يا رب بالسجود شكرا لك على ذلك فأذن الله له أن يسجد .

فأدخل رأسه في الماء ثم غاب ثم أخرجه من الماء فهو يسجد في كل يوم إلى يوم القيامة ثم جعل الله تعالى تحت الماء الهواء وتحت الهواء الظلمة ومن هناك ينقطع علم الخلائق .

ويروى في بعض الأخبار..

أن الله تعالى وكل بذلك الحوت ملائكة يأتونه بغذائه في كل يوم وعلى قدر شبعه فيأتونه ن البحر المسجور بألف حوت كل حوت طوله مسيرة يوم وليلة.

(أما) الثور فوكل الله تعالى ملائكة بغذائه في كل يوم بألف شجرة من بساتين القدرة طول كل شجرة مسيرة يوم وليلة فسبحان القادر على كل شيء .

هذه الرواية وان كانت من الاسرائيليات لكن فيها ارتباط بين
أحاديث نبوية صحيحة وقصص يهودية
فيه روايات عن الثور الذي تقف عليه الارض والحوت الي يقف عليه الاثنان الثور والارض

لكي نثبت هذا يجب أن نحلل مصدر هذه الرواية الإسرائيلية التي وجدت لها طريقا إلى الروايات الإسلامية

لدينا حوت , والحوت ملك البحار بلا منازع , فهو أضخم الكائنات البحرية , والثور كذلك , فهو من أضخم الكائنات البرية ,, وضخامة الثور والنون في هذه الرواية يجعلهما ملكا .

إذا انتقلنا إلى الروايات اليهودية نجد أن ملك البحارهو كائن بحري اسمه لوياثان, أما ملك الحيوانات البرية فاسمه بهيموث (ومنه جاءت كلمة بهيم).

الروايات اليهودية عن هذين الوحشين هائلي الحجم مصدرها ما جاء عنهما في سفر أيوب

هنجد ان فيه تشابه , في الأوصاف بين الكائنين دول في الرواية الإسلامية والرواية اليهودية ؟

تقول روايات إسلامية :

” وقيل لا يقدر أحد أن ينظر إلى ذلك الحوت من بريق عينيه.” وهذا يتفق مع ما تقوله بعض الروايات الإسرائيلية عن لوياثان ,

فهي تقول عنه أنه :” وعندما تحل ساعته الاخيرة , سيجمع الله الملائكة من أجل أن يخوضوا صراعا مع الوحش . ولكن سرعان ما يلقي لوياثان عليهم نظرة فييهربون من ساحة المعركة خوفا وهلعا ,”

هذه الرواية معتمدة على ما جاء في سفر أيوب من العهد القديم : ” لقد كذب أمل صياده قإن مجرد منظره يصرعه ,” إذا هذا أول رابط يربط بين الأسطورة الإسرائيلية الإسلامية والأسطورة اليهودية عن لوياثان .

يقول الثعالبي أيضا في روايته الإسرائيلية

– الإسلامية عن الحوت الحامل للأرض : ” ولو وضعت بحار الدنيا كلها في إحدى منخريه لكانت كالخردلة في أرض الفلاة .

وفي نفس الوقت تقول الأسطورة الهاجادية اليهودية عن لوياثان :” كان لوياثان هائل الحجم لدرجة أنه يحتاج كل مياه الأردن التي تصب إلى البحر لرواء ضماه .” هذا تناظر ثاني بين الأسطورة الإسلامية والأسطورة اليهودية

وثانية , يقول الثعالبي في روايته عن الحوت الحامل للأرض : ” أن الله تعالى وكل بذلك الحوت ملائكة يأتونه بغذائه في كل يوم وعلى قدر شبعه فيأتونه من البحر المسجور بألف حوت كل حوت طوله مسيرة يوم وليلة.

وهذا ما تقول الأساطير اليهودية شيئا مشابها عن غذاء لوياثان , فهي تقول: ” لقد كان قانوناً أنه عندما يحين أجلُ أسماك البحر فإن عليهم كلهم أن يتوجهوا إلى لوياثان ، ويسمحوا للوحشَ بافتراسهم .” والحقيقة أن لوياثان كاد أن يبتلع الحوت الذي كان النبي يونان (يونس) في بطنه , لولا تقديره لوجود النبي في بطن النون.

الأرض على ظهر حوت و ثور.

شيء آخر , لقد أطلق الثعالبي على الحوت الذي يحمل الأرض اسم بهموت , ومن الواضح أن قد التبس عليه أو على من نقل عنهم الأمر بين الحوت والثور ,.

فاسم بهموت هو من حق الثور الذي هو نسخة إسلامية من بهيموت , الكائن البري الأسطوري اليهودي وزعيم حيوانات البر , ذو الأوصاف الهائلة , فإن الثعالبي يقول في حق الثور .

(أما) الثور فوكل الله تعالى ملائكة بغذائه في كل يوم بألف شجرة من بساتين القدرة طول كل شجرة مسيرة يوم وليلة ” بينما تقول الأساطير اليهودية عن بهيموت :

” إنه مهول لدرجة أن يحتاج ناتج ألف جبل لغذائه اليومي .” إذن بهموت هو الثور وليس الحوت, لذلك فقد التبس الأمر على الرواة كما يبدو .

ليس الرواة فقط من التبس الأمر عليهم بين لوياثان (الحوت) وبهيموت (الثور) , فإن الأساطير اليهودية نفسها تبدي التباسا فهي تقول عن لوياثان : ” أنه يحتاج كل مياه الأردن التي تصب إلى البحر لرواء ضماه

في حين أن سفر أيوب الذي يعتبر أساسا لبناء هذه الأسطورة يلمح إلى خاصية مشابهة عند بهيموت فيقول : ” إن طغى عليه النهر لم يجفل . وهو مطمئن ولو اندفع الأردن في فيه .”

إلا أننا الى الآن لم نناقش إلا رواية ضعيفة في عداد الإسرائيليات الإسلامية, فما السبب ؟ السبب هو هذا …..

قال النيسابوري :

“أول ما يأكلون (المؤمنين) من كبد الحوت الذي هو حامل الأرض حتى يعلم أهل الجنة بانقراض الدنيا , ” وجدت هذه العبارة في كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور , لابن إياس .

وخلال تقليبي لصفحات جوامع الأحاديث , وجدت الأحاديث التالية

1-البخاري (382) حدثنا محمد بن سلام اخبرنا الفزاري عن حميد عن أنس (رض) قال بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه.

فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي قال ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه من أي شيء ينزع إلى أخواله

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خبرني بهن جبريل قال فقال عبد الله عدو اليهود من الملائكة فقال رسول الله أما أول أشراط الساعة فنار تحشر النتاس من المشرق إلى المغرب واما طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت.

وأما الشبه في الولد فمن الرجل إذا غشي المراة فسبقها ماءه كان الشبه له وإذا سبق ماءها كان الشبه لها قال أشهد انك رسول الله ثم قال :

يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندكم فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت فقال رسول الله أي رجل فيكم عبد الله بن سلام!!

قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأخبرنا وابن أخيرنا فقال رسول الله أفرأيتم إن اسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله قالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه

أخرجه أحمد

كبد الحوت طعام أهل الجنة.

2-البخاري (6039) حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد بن أبي هلال عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وسلم تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لاهل الجنة..

فاتى رجل من اليهود فقال بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ألا أخبرك بنزل أهل الجنة قال بلى قال تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي (ص) فنظر النبي (ص) ثم ضحك ختى بدت نواذجه ثم قال الا أخبرك بإدامهم قال إدامهم بالامٌ ونونٌ قالوا وما هذا قال ثور ونون يأكل من زيادة كبدهما سبعون ألفا .
أخرجه مسلم

3-مسلم (473) حدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة وهو الربيع بن نافع حدثنا معاوية يعني ابن سلام يعني اخاه أنه سمع أبا سلام قال حدثني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله كاد يصرع منها …

فقال لم دفعتني. فقلت ألا تقول يا رسول الله قال اليهودي إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  إن اسمي محمد الذي سماه بي أهلي ..

فقال اليهودي

أين يكون الناس (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات)

فقال رسول الله هم في الظلمة دون الجسر قال فمن أول الناس إجازة قال فقراء المهاجرين..

قال اليهودي فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال زيادة كبد النون قال فما غذائه على إثرها قال ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها قال فما شرابهم عليه قال من عين فيها تسمى سلسبيلا ..

قال صدقت قال وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه احد من اهل الارض إلا نبي أو رجل أو رجلان قال ينفعك إن حدثتك قال أسمع بأذني.

قال جئت أسألك عن الولد قال ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا ماء الرجل ماء الأنثى أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله قال اليهودي لقد صدقت وإنك لنبي ثم انصرف فذهب .

فقال رسول الله لثقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ومالي علم بشيء منه حتى أتاني الله به وحدثنيه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا معاوية بن سلام في هذا الإسناد بمثله غير انه قال كنت قاعدا عند رسول الله (ص) وقال زائدة كبد النون ولم يقول أذكر وأنثا .

قول ابن عباس :

18889 – عن ابن عباس قال أول شيء خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ثم خلق النون فوق الماء ثم كبس الأرض عليه
الراوي: أبو الضحى مسلم بن صبيح – خلاصة الدرجة: صحيح – المحدث: ابن جرير الطبري – المصدر: تاريخ الطبري – الصفحة أو الرقم: 1/52

55837 – عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله عز وجل من شيء القلم ، فقال له : اكتب ، فقال : يا رب وما أكتب ؟ قال : اكتب القدر قال : فجرى بما هو كائن من ذلك إلى قيام الساعة ، قال : ثم خلق النون فدحا الأرض عليها ، فارتفع بخار الماء ففتق منه السموات ، واضطرب النون فمادت الأرض فأثبتت بالجبال ، وإن الجبال لتفخر على الأرض إلى يوم القيامة
الراوي: أبو ظبيان الجنبي – خلاصة الدرجة: معروف – المحدث: ابن تيمية – المصدر: بغية المرتاد – الصفحة أو الرقم: 289

ملاحظة : هنالك من ضعفه أو أنكره أو وقفه على الصحابي :

75443 – إن الأرضين بين كل أرض إلى التي تليها مسيرة خمسمائة سنة ، فالعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء والحوت على صخرة ، والصخرة بيد ملك ،.

والثانية مسجن الريح ، فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا ، قال : يا رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر الثور .

قال له الجبار تبارك وتعالى : إذن يكفي الأرض ومن عليها ، ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي قال الله في كتابه { ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم } [ الذاريات : 42 ] . والثالثة فيها حجارة جهنم ،

والرابعة فيها كبريت جهنم .

قالوا يا رسول لله أللنار كبريت ؟ ! قال : نعم . والذي نفسي بيده ، إن فيها لأودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت ، والخامسة فيها حيات جهنم.

أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم على وضم , والسادسة فيها عقارب جهنم ، إن أدنى عقربة منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة تنسيه ضربتها حر جهنم ، والسابعة سقر و فيها إبليس مصفد بالحديد يد أمامه ويد خلفه ، فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء من عباده أطلقه
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص – خلاصة الدرجة: رفعه منكر جدا، ولعله موقوف – المحدث: ابن رجب – المصدر: رسائل ابن رجب – الصفحة أو الرقم: 4/237

142922 – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أمية يعني بن أبي الصلت في بيتين من شعره فقال رجل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق

فقال والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء مطلع لونها متورد تأبى فلا تبدو لنا في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق
الراوي : عبدالله بن عباس – خلاصة الدرجة : صحيح الإسناد رجاله ثقات – المحدث: ابن كثير – المصدر: البداية والنهاية – الصفحة أو الرقم:

الارض محمولة على قرني ثور يقف على جسد نون.

ويبدو ان هنالك ملاك يحمل الكل لعله اسرافيل … عن مخطوطة لكتاب “عجائب المخلوقات للقزويني”

ما حصل هو أنني اكتشفت أن هنالك أساسا يكن أن نبني من خلاله نظرية تقول أن الإسلام يقول أن الأرض منبسطة وهي تقف على قرني ثور وعلى جسم حوت وأنهما هما نفسيهما من سيؤكل كبدهما من قبل أهل الجنة .

وإلا من يكون هذا الحوت وهذا الثور الذي يأكل منهما أهل الجنة حسب الأحاديث الصحيحة أعلاه ؟ ومن أين جاءا ؟

لأجل أن أثبت نظريتي علي أن أثبت أن الحوت والثور الذان يأكلهما أهل الجنة هما لوياثان وبهيموت , فيكونان بذلك , الكائنين الأسطوريين اليهوديين نفسيهما, ومن أجل ذلك يجب أن أمر بمرحلتين

1-أن أثبت أن الحوت والثور الذان سيؤكلا من قبل أهل الجنة هما كائنان معروفين لليهود , لكون اليهودي قد وافق على كلام الرسول وصدقه

وهذا أمر نصله بمجرد قرائتنا للأحاديث ,

فمن الواضح أن اليهودي يعرف مالذي يتحدث عنه محمد , وقد وافق محمدا في ما قاله . إذن فاليهود يعرفون الحوت والثور الذان سيأكل منهما أهل الجنة .

2- أن أقدم الدليل على أن الحوت والثور الذان سيأكل منهما أهل الجنة هما لوياثان وبهيموت , الكائنين الأسطوريين اليهوديين .

الدليل يأتينا من نص الحديث نفسه , فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول أن أهل الجنة سيأكلان من بقية كبد الحوت (أو النون) وكبد الثور
وهذا مطابق تقريبا لما تقوله الأسطورة الهاجادية اليهودية فهي تقول ما نصه :

الرواية اليهودية.

” كان الغرض الحقيقي من لوياثان هو لكي بكون وليمة للابرار في العالم القادم . لقد ملّح “لحم” الأنثى” حالما قتلت , لكي ما تحفظ للأيام التي يُحتاج فيها الى لحمها . إن الذكر مقدر له أن يقدم مشهدا ممتعا لكل المشاهدين قبل أن يستهلك . وعندما تحل ساعته الاخيرة ,

الصراع بين الحوت والثور.

سيجمع الله الملائكة من أجل أن يخوضوا صراعا مع الوحش . ولكن سرعان ما يلقي لوياثان عليهم نظرة فييهربون من ساحة المعركة خوفا وهلعا . ثم سيعودون لاكمال مهمتهم برفقة السيوف , ولكن عبثا.

, لأن حراشفه تستطيع أن تلوي الفولاذ كما لو كان قشا . وسيكونون غير موفقين كذلك عندما يحاولون قتله من خلال رميه بالرماح وحجارة الرجم . سترتد هذه القذائف بدون ان تترك ادنى اثر على جسمه .

سوف تترك الملائكة الصراع مخذولين , وسوف يأمر الله لوياثان وبهيموت أن يدخلا شجارا في ما بينهما . وسيكون أن كلاهما سيسقطان ميتين ,

فيذبح بهيموت بضربة من زعانف لوياثان , ويقتل لوياثان بجلدة من ذيل بهيموت . سوف يخيط الله من جلد لوياثان خياما ليؤوي مجاميع الأبرار بينما يستمتعون بأطباق مصنوعة من لحمه.

. سيكون المقدار المخصص لكل بار متناسبا مع استحقاقه , ولن يغار أحدهم أو يحسد الآخر بسبب حصته الأفضل . ما يتبقى من جلد لوياثان سوف ينشر فوق أورشليم مثل ظلة , وينير الضوء المتدفق منها العالم بأسره , أما ما يتبقى من لحمه بعد أن أرضى الأتقياء شهيتهم , فسوف يوزع بين باقي البشر , لكي يمروا على أي حال.

لوياثان وبهيموت.

كما ترون فإن لوياثان الوحش المائي سيقدم كوجبة للأبرار في العالم القادم , بشكل يشابه ما قاله محمد عن تقديم كبد الحوت وجبة لأهل الجنة , لكن هل تقول الأسطورة اليهودية نفس الشيء عن بهيموت ؟ الجواب , نعم
فإن الهاجادا اليهودية تقول :-

“. من المقدر لبهيموت أيضا أن يقدم للأبرار كطعام لذيذ مشهي , ولكن قبل أن يستمتعوا بلحمه , سيسمح لهم برؤية القتال بين لوياثان وبهيموت , كمكافأة لحرمانهم أنفسهم متعة الحلبة و مباريات المجالدة فيها .”

لوياثان وبهيموت.

إذن فلوياثان , الوحش المائي الهائل , وبهيموت , الوحش البري الهائل , سيكونان وجبة للأبرار في العالم القادم , مثل ما أن كبد الحوت وكبد الثور سيكونان وجبة لأهل الجنة في العالمن القادم.

. لا عجب أن اليهودي قد رضي عن جواب محمد وأعجب به , لقد بين محمد معرفته العميقة بأكثر الخرافات اليهودية جهلا وتفاهة.
ومن ما يلاحظ أنه حسب حديث البخاري (6039) يسمي الرسول صلوت الله عليه الثور “بالام”.

وهذا, كما يخال لي , تحريف لكلمة “بَهيموت” التي ربما حرفتها ألسن ناقلي الحديث إلى بليموت ثم بلموت ثم بالام .

3- لكي أثبت أن هذه الأحاديث تقترح القول بانبساط الأرض ووقوفها على قرني ثور وجسم حوت , علي أن أربط بين الأحاديث الصحيحة التي تتكلم عن حوت وثور , والروايات والإسرائيليات الضعيفة التي تتكلم عن حوت وثور والمذكورة سلفا .

إن هذا الارتباط قد توضح من خلال تبياننا أن الحوت والثور في رواية الثعلبي هما في الحقيقة لوياثان , ملك البحر , وبهيموت , ملك البر الكائنين الأسطوريين اليهوديين .

ثم أننا بينّا أن الحوت والثور الذي يأكل أهل الجنة من كبديهما هما لوياثا وبهيموت أيضا . فيكون أن الحوت والثور في الأحاديث الصحيحة هما نفس الحوت والثور الذان يحملان الأرض في ما رواه الثعلبي .

إن رواية النيسابوري التي تقول “أول ما يأكلون (المؤمنين) من كبد الحوت الذي هو حامل الأرض حتى يعلم أهل الجنة بانقراض الدنيا” تقدم دليلا دعما لما تقترحه الفقرة أعلاه , فهي تمزج , بشكل صائب , بين التقليدين , الصحيح المروي عن محمد , والآخر الضعيف .

لاحظ أن الحديث الصحيح (مسلم 473) يقول أن الثور الذي سيأكل أهل الجنة من كبده كان غذاءه من شجر الجنة , أنظر : “…

.قال فمن أول الناس إجازة قال فقراء المهاجرين قال اليهودي فما تحفتهم حين يدخلون الجنة قال زيادة كبد النون قال فما غذائه على إثرها قال ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها…..,”

وهذا يتفق مع ما تقوله الرواية الضعيفة الإسرائيلية التي رواها الثعالبي فقال : “(أما) الثور فوكل الله تعالى ملائكة بغذائه في كل يوم بألف شجرة من بساتين القدرة طول كل شجرة مسيرة يوم وليلة .” وهذا ترابط ثالث بين الرواية الصحيحة والإسرائيلية.

الاستنتاجات

1- إن الحوت والثور الذي يتكلم عنهما الثعلبي والنيسابوري في رواياتهما الإسرائيلية هما في الحقيقة لوياثان , سيد البحر , وبهيموت , سيد البر , حسب الروايات اليهودية

2-إن الحوت والثور الذان سيأكل من بقية كبديهما أهل الجنة هما أيضا لوياثان وبهيموت المذكورين أعلاه

3-لذلك, فإن الحوت والثور الذان يحملان الأرض حسب رواية الثعلبي هما نفس الحوت والثور الذان سيأكل من كبديهما أهل الجنة حسب الأحاديث الصحيحة التي رواها عن النبي البخاري ومسلم وأحمد .
4-لذلك هنالك ما يدفعنا إلى الاعتقاد بإن فكرة الدين الإسلامي عن الكون هي أنه مسطح يحمله ثور يستند إلى حوت , مع حملةآخرين , وأن بقية أو أثرا من هذا الاعتقاد وصلنا في الأحاديث الصحيحة على الرغم من أن جوامع الحديث الصحيح لم تظهر الصورة الكاملة .

المصادر :

1-لويس جنزبرگ , “أساطير اليهود”
2-القرآن
3-الكتاب المقدس
4-صحيح مسلم
5-صحيح البخاري
6-مسند أحمد
7- ابن إياس , بدائع الزهور في وقائع الدهور