ماهو لغز جيش قمبيز المفقود..
تتحدث العديد من الروايات عن اختفاء جيش ضخم في الصحراء المصرية، جيش قوامه خمسون الف مقاتل، فماهي الحقيقة؟؟.
من هو الملك قمبيز..
الملك قمبيز هو ابن احد اكبر واعظم الملوك الذين ذكرهم التاريخ، ابوه هو هو الملك كورش العظيم. وهو ملك الاخمينين من اافرس و هو يكون صاحب توسعات وفتوحات كبيرة، جعلت من الامبراطورية الفارسية!في عهده احد اقوي الامبراطوريات علي الارض وقتها..
بعد موت الملك كورش، خلفه ابنه قمبيز في الحكم
كان ذلك عام 530 قبل الميلاد، واستمر في حكمه! الي عام 522 قبل الميلاد..
كان قمبيز علي ما تم ذكره من المؤرخون،كان انسانا متعطش دائما للسلطة والهيمنة،!كان يلهف دائما نحو السلطة مستخدما كل الوسائل الممكنة، حتي وان كانت وسائل حربية غير سلمية..
طموحات الملك قمبيز..
كان دائما لديه حلم، اكبر احلامه وطموحاته كان الاستيلاء علي مصر والسيطرة عليها وحكمها و ذلك تحقيقا لرغبة وحلم ابيه الملك! كورش قبل موته..
بعد ان اصبح ملكا، سرعان ما فكر! قمبيز في كيفية الاستيلاء علي مصر، استخدم في البداية المكر والدهاء، فقام بطلب ابنة الملك من الملك المصري انذاك احمس الثاني، وبالطبع! كان الهدف هو الوصول الي حكم مصر..
الا ان الملك احمس كان له وجهة نظر اخري، كان لا يريد ان يزوج ابنته من ملك فارسي، كان المصريون لا يحبون ان تختلط دمائهم الملكية الفرعونية باي دم غير ملكي..
وفي نفس الوقت لم يرد الملك احمس ان يخلق عداوة مع ملك الامبراطورية الاخمينية،.
جيش قمبيز المفقود..
فلجأ الي حيلة عجيبة، حيث قام بارسال ابنة احد الملوك السابقين ويدعي الملك ابريس الي الملك قمبيز علي اساس انها ابنته هي.
ولكن الفتاة قامت بالاعتراف بهويتها الحقيقية، و ذلك ادي الي ان غضب الملك قمبيز بشدة، ثم وجدها فرصة وذريعة حتي يقوم بغزو مصر، وذلك بحسب ماذكره المؤرخون اليونانيون واهمهم هيرودوت..
وبعد وفاة الملك احمس الثاني قام بخلافته ابنه الملك بسماتيك الثالث..وكان هذا الحدث هو ما اراده قمبيز..
عام 524 قبل الميلاد قام الفرس بالزحف الي مصر، ووقعت معركة بينهما سميت هذه المعركة، بمعركة الفرما، هذا المكان يكون بالقرب من مدينة بورسعيد حاليا..
انتهت هذه المعركة بهزيمة الجيش المصري، واستيلاء الملك قمبيز علي حكم مصر..
لم يكن قمبيز ليرضي بحكم مصر فقط، فقد كان طموحه اكبر من ذلك، فكان يتطلع الي الاستيلاء علي بلدان اخري غير مصر كان يريد الحصول علي ذهب النوبة، وايضا ينظر الي غزو قرطاجة..
حملة قمبيز الفاشلة..
وفورا قام قمبيز بتجهيز اسطول بحري للتوجه الي قرطاجه، كان الفرس وقتها يعتمدون علي البحارة والملاحين الفينيقيين، لخبرتهم في العمل بالبحر وبناء السفن..
هذه الحملة اصابها الفشل بسبب ان البحارة الفينيقيين رفضوا تنفيذ الامر و لم يريدوا ان يواجههوا ابناء عمومتهم في قرطاجة، وذلك بحسب ماذكره المؤرخون.. لتنتهي بذلك هذه الحملة ويصيبها الفشل.
اما الحملة الثانية فهي تحمل داخلها الكثير من الحكايات،
نتحدث الان عن حملة الملك قمبيز علي النوبة..
للوصول الي ذهب النوبة كان علي قمبيز اولا ارسال مجموعة من الجواسيس الي مدينة نبتة النوبية.. ليقوم بجس النبض هناك ومعرفة اقصي ما يستطيع من معلومات عنهم. وعن طبيعة ارضهم واهلهم..
قام بارسال هؤلاء الجواسيس وهم محملين بالحلي الفاخرة والثياب الثمينة الفخمة والنبيذ وذلك لتقديمها الي ملك مدينة نبتة..
استطاع الجواسيس من الوصول فعلا الي الملك وقاموا بتقديم الهدايا اليه، وهنا كانت! المفاجأة حيث ان ملك نبتة كان يملك من الحنكة والمكر والدهاء ما مكنه من اكتشافهم ومعرفه انهم جواسيس الملك قمبيز الفارسي..
فماذا فعل ملك نبتة معهم؟؟. قام بارسال رسالة معهم الي قمبيز ملك الفرس واخبره انه في حال انه يريد غزو النوبة فعليه ان يتجهز بجيش من المقاتلين من ذوي الضخامة والشراشة، حتي يستطيع مواجهة اهل النوبة، وذلك في تحدي لقمبيز..
جيش قمبيز المفقود..
وبالفعل وصل الجواسيس الي الملك قمبيز، وقاموا باخباره برساله ملك نبتة، كما اخبروه عما شاهدوه في بلاد النوبة من خيرات كثيرة، واخبروه عن نبع ماء هناك من يغتسل فيه يخرج طيب الرائحة لامع الجلد، واخبروه ايضا ان القيود في السجون مصنوعه من الذهب الخالص، وغير ذلك الكثير.
كان اثر الرساله التي ارسلها ملك النوبة الي قمبيز تأثير هائل عليه، فهو احس بالتحدي كما سال لعابه علي كمية الذهب هناك، فاتخذ قرارا بمهاجمة وغزو النوبة.. وقام بتجهيز حملة كبيرة لهذا الغرض.
بعد ذلك قام قمبيز بالسير مع حملته لاثنين وخمسون يوما،..
ولكن وقع قمبيز في خطأ استراتيجي عظيم، فبدلا من ان يسلك ويختار طريق النهر، قام باختيار طريق الصحراء ظنا منه ان ذلك يقصر المسافة ويمكنهم من سرعة الوصول..
ادت الحرارة الشديدة في الصحراء ونقص المؤنة من جيش قمبيز، الي اضطرارهم الي اكل العشب،. كما ذكرت المصادر القديمة انهم كانوا ياكلون بعضهم البعض ايضا ، و هذا اضطر الملك قمبيز الي الغاء حملته هذه وان يعود الي مصر..
-
جيش قوامه خمسون ألف مقاتل..
قبل ان يرجع قمبيز من هذه الحملة وصلت اليه اخبار من ان كهنة معبد امون في مصر، والذين كانوا ضد سطوته علي مصر اصلا، كانوا يتوقعون ان تفشل حملة قمبيز علي النوبة..
هذا اغاظ قمبيز بشدة، فما كان منه الا ان اتخذ قرارا، وامر خمسين الفا من جيشه ان يتوجهوا الي واحة سيوة المصرية وان يقوموا باحراق معبد امون هناك، حتي يشفي غليله من كهنة معبد امون في مصر..
بعد ان امرهم قمبيز بالتوجه الي واحة سيوة قام الجيش بالتجهز والمسير،. واثناء مسيرهم مروا علي الخارجة او الواحات الخارجة كما يطلق عليها الان.
وعند وصولهم الي الخارجة اختفي جيش قمبيز المكون من خمسون الف مقاتل،
نعم صحيح اختفي الجيش عن بكرة ابيه دون ان يتركوا اي اثر خلفهم ابدا..
العجيب في هذا الموضوع ايضا ان هذا الجيش لم يتم ذكره ابدا في اي نصوص فرعونية قديمة . ولا اي كتابات فارسية ايضا، لم يتم ذكره ابدا الا من خلال المؤرخين اليونانيين فقط.
.واشهرهم هو المؤرخ المعروف هيرودوت، بعد خمسة وسبعين عاما من تلك الحادثه..
سبب إختفاء جيش قمبيز المفقود..
كتب المؤرخ هيودوت ان سبب اختفاء جيش قمبيز الضخم، كان هو عاصفة رملية شديدة، هبت العاصفة فقامت بدفن جيش قمبيز عن بكرة ابيه في الرمال..
كانت هناك الكثير من المحاولات والرحلات الاستكشافية التي حاولت ان تعثر علي اي اثر لهذا الجيش الضخم، الا ان جميعها اصابها الفشل..
وكان نتيجة ذلك ان ساد الاعتقاد بان جيش قمبيز المحتفي ماهو الا اسطورة من الاساطير. والتي لا يوجد دليل علي حدوثها علي ارض الواقع.. وان هيرودوت ربما قد سمع بها فقط دون ان يكون لديه دليل علي حدوث هذه القصة..
ولكن عام 1996 كانت المفاجاء التي ستغير هذا الاعتقاد، والتي اعادت قصة جيش قمبيز المفقود الي الظهور مرة اخري،
في عام 1996من الميلاد، كانت هناك رحلة استكشافية وكان هدفها هو البحث عن اثار نيزكية هناك..
و بالقرب من سيوة. تم اكتشاف غطاء معدني، الي جانب العثور علي بقايا بشرية ايضا مغطاه بالرمال.
كانا قائدا هذه الرحلة الاستكشافيه هما اخوان من ايطاليا، كانا عالمان اثريان وهما انجيل كاستليوني، والفريدو كاستليوني.
قام بعد ذلك الفريدو باخبار قناة ديسكفري انهم لاحظوا هناك وجود صخرة كبيرة ضخمة كما لو كانت انها ملجأ ومصد من العواصف الرملية في المنطقة، .
بقايا بشرية في الصحراء المصرية..
وبالقرب من الصخرة عثروا علي بقايا بشرية ومجموعة من الحلي في كل مكان هناك..
بعدها! ولمدة ثلاثة عشر عاما قاما الاخوين الايطاليين بالبحث والاستكشاف في منطقة واحة سيوة..
اما عالم الجيولوجيا المصري وهو العالم علي بركات، فقد استطاع باستخدام كاشف المعادن من ان يعثر علي العديد من القطع المعدنية الحربية التي كانت اسفل الرمال..
تم جمع القطع المعدنية الحربية مع الحلي التي عثروا عليها وقامت الدراسات والبحوث الي ان خلصوا الي النتيحة. وهي..
ان القطع جميعها تعود الي الفترة الاخمينية الفارسية القديمة. هذا ماذكره ايضا خبير الاثار والمجوهرات الاقرية كاغنيتي اثناء عمل لقاء مع قناة ديسكفري الامريكية..
جيش قمبيز المفقود..
توصلوا ايضا ان جيش قمبيز المفقود لم يقوم بالمسير، من الطريق الذي كان من المفترض ان يسلكه. ، وهو عبر واحة الداخلة وواحة الفرافرة، ولكن سلك طريقا اخر. من الخارجة والاتجاه غربا الي الجلف الكبير، متجها الي الشمال نحو واحة سيوة..
وكان للفريق الايطالي رأي في هذا الموضوع. حيث برروا سبب اختيار جيش قمبيز لهذا الطريق، انه كان مناسبا اكثر عسكريا. وان الجيش كان يريد الابتعاد عن مواجهه المصريين في الواحات الاخري..
قام الأخوان الايطاليان ايضا بمسح جغرافي كامل للمنطقة، ووجدوا هناك مصادر مياة جافة بالاضافة الي ابار مصنوعة من مئات الاوعية التي كانت مدفونة تحت الرمال..
دراسات كثيرة اثبتت ان هذه الاثار تعود الي ماقبل 2500 عام من الأن وهو نفس التاريخ علي جيش قمبيز المفقود..
قالا الاخوين الايطاليان لوكالة ام بي سي نيوز، ان جيش قمبيز عندما وصل الي هذه المنطقة . ظن وتوهم انه وصل الي معبد امون، الا انه بدلا من ان يقابلهم معبد أمون، قابلتهم رياح خماسينية عاصفة أودت بهم جميعا ودفنتهم..
كان الفريق الايطالي يستمع دائما هناك الي الحكايات التي يرويها البدو هناك عن الالاف من العظام البشرية التي كانت تخرج من تحت الرمال بفعل العوامل الجوية المختلفة..
بقايا جيش قمبيز المفقود..
كما تم الحديث عن مقابر عملاقة بها المئات من الجماجم والعظام التي سرقت من الرمال. بالاضافة ايضا الي سيف اثري عملاق والذي تم بيعه الي احد السائحين..
كما تم العثور علي لجام لفرس كان يطابق تماما لوصف من امبراطوية فارس القديمة الاخمينية..
ولكن السؤال الان ان كان جيش قمبيز قد اختفي بالفعل نتيجة عاصفة رملية وتم الكشف عنها حديثا، اذن فيكون جيش قمبيز قصة وانتهت ولا يحيط بها الغموض..!!
الكثير من علماء الاثار رفضوا تماما هذا التفسير، ومن اشهرهم العالم البروفيسور اولاف كابر،.
وهو عالم في هولندا في حامعة ليدظ، والذي كان لديه نظرية مغايرة تماما لما تم كشفه من العالمان الايطاليان…
هل اختفي جيش قمبيز المفقود بسبب عاصفة رملية!!.
يقول العالم الهولندي، ان جيش قمبيز المفقود لم يختفي نتيجة عاصفة رملية ابدا،.
فالعواصف الرملية لا تقوم بقتل واخفاء جيش كامل عن بكرة ابيه، وان ماذكره هيرودوت عن هذا الموضوع غير صحيح..
ذكر العالم الهولندي اثناء مؤتمر في جامعة ليدن الهولندية في عام 2017. ان جيش قمبيز المفقود قد تمت ابادته علي يد المصري بيتوباستس الثالث، والذي كان ثائرا علي حكم الاخمينين لمصر..
ويقول البروفيسور ان جيش قمبيز المفقود بعد ان وصل الي واحة الداخلة المصرية،. والتي كانت مقرا لجيش بيتوباستس الثالث، وقع جيش قمبيز في كمين محكم بشدة وتم القضاء عليهم جميعا..
بعد ذلك احكم بيتوباستس الثالث سيطرته علي العديد من الاراضي المصرية، وقام بتنصيب نفسه ملكا في عاصمة مصر قديما ممفيس..
كما ذكر البروفيسور الهولندي ان المعابد القديمة في واحة سيوة كان مدون عليها نقوشات. تبرز الالقاب التي كانت تخص بيتوباستس الثالث، ميث كانت واحة سيوة مكانا مقدسا قديما لدي الفراعنة.. ارجع العلماء هذه النقوش الي تاريخ جيش قمبيز المفقود..
وبتجميع هذه النقوش علي المعابد هناك في سيوة والاثار التي تم العثور عليها هناك،.
الي جانب حكايات البدو هناك، مع نتائج التنقيب، اصبح لغز مصير جيش قمبيز المفقود مفهوم،، الي الان علي الاقل..
هذا ماكان لدينا عن لغز جيش قمبيز المفقود، والان هو دوركم اعزائي، حان دور تعليقاتكم، ما رايكم فيما تم سرده،..
خاتمة..
هل تعتقدون فعلا ان جيش قمبيز المفقود حقيقة ام انه لا يتجاوز انه اسطورة من الاساطير..
اما عن قمبيز فقد مات مسموما عن طريق جرح اصاب به نفسه بالخطأ، اثناء عودته لاخماد ثورة اخمينية..