الملك شيرخان.. القصة الحقيقية.
الملك شيرخان…… شيرخان هو ذلك النمر المفترس المتوحش الذي كان يعيش في الادغال. و كان يكره ماوكلي لانه كان من جنس البشر و يريد ان يقتله. و ماوكلي استطاع ان يفتك بالنمر شيرخان و ان يقتله، فهو كان نمرا وحشيا ذو عين واحدة.
هذه القصة الرائعة جميعنا يحفظها و استمتعنا بها في الصغر.
و لكن الحقيقة ان شيرخان هذا ليس نمرا وحشيا، و انما كان ملك مسلم من عظماء الاباطرة المسلمين
الذين حكموا الهند واجزاء من افغانستان، و ذلك في العصور الوسطي .
من هو الملك شيرخان..
الملك شيرخان هو من اصل بشتوني افغاني، ولد في ساراسام بالهند. و قام بتأسيس اسرة حاكمة عام 1540 عرفت باسرة صور ثم قام بطرد الاسرة المغولية في أغرة..
و برغم مدة حكمه القصيرة الا انه كان له العديد من الاصلاحات الكبيرة في الهند حيث اصبح الشعب الهندي في عهد شيرخان يعيش في وفرة و رخاء و ازدهار
الي جانب ان شيرخان كان ملكا حكيما و ذكيا و عادلا ولم تري الهند ملكا مثله الي الان.
شيرخان هو نفسه الملك فريد خان …
الملك شيرخان كان عادلا بدرجة كبيرة. لن يرى العالم له مثيلا و كأنه كان صحابي في غير عصر الصحابه..
كان فريد خان من حراس الملك المغولي محمد خان ، حاكم الهند ..
و صادف ذات يوم ان فريد خان خرج مع الملك في مجموعة من حراسه في نزهة. في اثناء ذلك هجم عليهم أسد شرس فقتل الاسد عددا من الحراس.
لكن فريدخان هجم على الاسد و استطاع أن يقتله بجرأة عجيبة ثم قام بقطع رأسه، و قدمه الي الملك..
فأعجب به الملك كثيراً و أطلق عليه اسم (شريخان) أي :أسد خان.. .. ثم جعله مربيا لاولاده و من بعد ذلك أصبح ملكا..
جيش الملك شيرخان..
كان للملك شيرخان جيش يحارب على حدود دولته فوق احدى قمم الجبال.
و كان لاحد الفقراء هناك كوخ يعيش فيه هو واسرته .
واحتاج الجيش أن يزيل الكوخ لأمر خاص بالخطط العسكرية الخاصة بالجيش .
وبعد ان ازال الجيش كوخ الفقير ونزل الرجل من على الجبل إلى السهل المنبسط ولم يستطع التأقلم والعيش في السهول حيث كانت حياته مرتبطة بقمة الجبل والصيد فيها والإحتطاب و رعي الأغنام .
قرر الرجل في ذلك الوقت الذهاب إلى الملك شيرخان ليشتكي له قائد الجيش لهدمه بيته .
الملك شيرخان يلعب مع الاطفال…
و عندما وصل المدينة التي بها مقر الحكم سأل عن الملك شيرخان فقيل له انه عند اطراف المدينة يلعب مع الاطفال.
فظن الرجل ان الناس يسخرون منه و ذلك لهيئته البسيطة .
فقام بسؤال اخرون فقيل له نفس الرد .
فذهب للمكان الذي وصفوه له خلف المسجد الكبير بالبلدة فوجد ساحة كبيرة و بها اطفال يلبسون أجمل الثياب و اغلاها ثم وجد الملك شيرخان يلعب مع الأطفال .
و لما سأل من يقف بجواره من هؤلاء الأطفال ؟
قال له : هؤلاء اليتامى من أطفال المسلمين .
قال الفقير : و لكن مظهرهم لا يدل على أنهم ايتام !.
فقال الرجل : اليتامي عندنا يلبسون ثيابا أفخر وأقيم مما يلبسه باقي أولادنا و هذا امر من الملك شيرخان أن يكون مظهر الايتام أعلى قيمة من باقي الأطفال .
فاستبشر الرجل في الملك العادل خيرا وظن بربه خيرا أن الله سيقضي له حاجته من الملك .
و فرغ الملك من اللعب مع الأيتام وذهب إليه احدهم يبلغ الملك أن هناك غريب يريد الملك في حاجة له .
ثم قال لمحدثه : و لما لم توصله لي مباشرة فور ان حضر؟!.
عدل الملك شيرخان…
ثم اكمل الملك شيرخان يا رجل ربما الغريب جائع أو خائف او غير امن .. فكيف أسعفك فكرك إلى أن تؤخره عنا ؟!!.
سامحك الله يا رجل .. و كان يتحدث و هو في طريقه إلى الغريب خارج ساحة اللعب فلم يكن ليضيع الوقت مع محدثه ثم يترك الغريب ينتظر بالخارج .
ووقف الملك أمام الفقير وقال له بكل تواضع :
لبيك يا عبد الله .. أنا خادمكم شيرخان .. هل لك من مظلمة نقضيها لك بإذن الله تعالى ؟ .
فانبهر الرجل الفقير من الرد وتلجلج في الكلام ….
فطمأنه الملك وتبسم في وجهه وقال له تحدث يا عبد الله ولا تخف من غير الله .
فوالله لو كان حقك عندي لجعلتك تقتصه مني الآن .
فزاد انبهار الرجل وعدم تصديقه !.
فقال الفقير قصته على الملك شيرخان فقال له شيرخان : أبشر يا عبد الله فقد قضيت مظلمتك وهي في ذمتي الان حتى يصلك حقك .
فأمر من فوره عقابا لقائد الجيش ان يؤخذ بيت قائد الجيش حتى يبنى للفقير بيتا فوق قمة الجبل وبجواره قلعة عسكرية بها ابراج للدفاع عن المنطقة ضد أي عدوان .
فزاد تعجب الرجل وهو يضرب كفا بكف !!
وحاول شكر الملك بكلمات الثناء والمديح فأوقفه الملك أن يكمل حديثه وقال بغضب وتواضع :
يا رجل لا تشكرنا ان أدينا لك حقك فهذا ليس مالي ولا مال أبي ، بل هو مال الله استخلفنا فيه لخدمة ضعفاء المسلمين قبل اقويائهم .
فوالله الذي لا إله غيره لأن أخسر المعركة ويأسرني العدو ويقطعني إربا تأكلني السباع والجوارح هو خير لي من أن ألقى الله يوم القيامة وفوق كتفى مظلمة فقير يحاججني بها بين يدي الله .
المصادر
1- تاريخ الإسلام في الهند – عبد المنعم النمر .
2- تاريخ شاهي – أحمد بادكار .
3- تاريخ شير شاه – ذي الفقار
4- موسوعة بريتانيكا