المد والجزر من القرآن الكريم.
المد والجزر هو آية من آيات الله الدالة على عظمته
(وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ۞ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)
[الشورى 33]
أكثر ما قيل على أن الجوارِ في هذه الآيات الثلاث هي السفن!!
وهذا غير صحيح.
إنما هي الأمواج كما سيتبين معنا الآن..
فما من حركة في ملكوت الله إلا وأخبر عنها تبارك وتعالى
(وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ) سماها جوارِ : لأن مناط وظيفتها أن تجري
أما السفن فسماها (الفلك)
كَالْأَعْلَامِ) أيْ كالجبال ، بإرتفاع الموج عن ظهر البحر
كما في قوله تعالى:
(وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ) أي كالجبال (دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) لقمان 32]
والسفن ليست كالجبال إذ أن أكثر السفن مسطحات
(إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ) بيّن هنا أن الريح هي من تنشئ الموج
يُسْكِنِ الرِّيحَ) فيسكن الموج
(فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ) يبقى ماء البحر راكداً ، لا يتحرك
و (الركود) مصطلح لا يُستخدم إلا مع الماء
نقول : ركد الماء ، أو الماء راكد ، ركود الماء الخ..
عَلَىٰ ظَهْرِهِ) ظهر البحر
(إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ)
ولو سلمنا على أن المقصود هي السفن لما استقام المعنى
إذ أن الواقع يقول أن الريح إن اشتدت تُعطل حركة السفن
بل لا يستهل مسيرها إلا على الماء الراكد والريح الساكنة
(وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ) الرحمن 24]
وَلَهُ) هل يصح القول وله السفن !!
ثم المنشأت دليل على أن المقصود ليست السفن
وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ) أيْ ينشئ الموج إنشاء كالسحاب
(وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) [سورة الرعد 12]
فكما أنك تنظر إلى السماء وهي صافية ثم فجأة تجد السحاب
فكذلك حينما تنظر إلى البحر ومائه راكداً ثم فجأة تجد الأمواج
وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ) بدافع الريح ووظيفته
كما أن الريح يُنشئ السحاب (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى)الآية..
ثم نجد أن الله ﷻ أقسم بالجوار التي هي آية من آياته.
(فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ۞ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)التكوير 15 – 16]
(بِالْخُنَّسِ) سُميت أمواج بالخنس لأنها تجري وتمتد على ظهر البحر وتخنس ولا تظهر إلا عندما تصل إلى الساحل
الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) فإذا ظهرت بجريانها تكنس ماء سطح البحر
وحينما تعود وترجع دون دافع من الريح فتجزر الماء بعد أن مدته
وحركة التفاف الماء بهذا الشكل هي من تسبب الجزر
وهذه الحركة هي حركة الكنسْ
س: لماذا تارةً يسميها جوار وتارةً أمواج ؟!
ج: لفظ (الْجَوَارِ) لم يأتي إلا في تبيان آياته في خلقه
أما لفظ (الموج) لم يُذكر إلا في الذم والعقاب
(وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِد) [سورة لقمان 32]
(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ)هود 42]
(وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) هود 43]
(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) النور 40
(وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) يونس 22]
كان هذا تبيان المد والجزر وفق آياتٍ مُحكمات
وليس كما يُدرّس في المناهج التعليمية للأسف
على أن المد والجزر سببه القمر وجاذبية القمر !!!
وليس كما قيل على أن سبب المد والجزر حيتان البحر
وليس كما قيل على أن سببه عملية الإبتلاع بين البحرين
(وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ)
والحمد لله رب العالمين
