المجاهدة  فاطمة نسومر.

من هي فاطمة نسومر المجاهدة الجزائرية..

مولد ونسب  فاطمة نسومر.

ولدت لالا فاطمة في الجزائر عام 1246 من العام الهجري،الموافق لعام 1830 ميلادي.

أبوها هو محمد بن عيسى ، و نسبت إلى قرية نسومر وهي القرية التي عاشت فيها فيما بعد.

جهاد فاطمة ودورها في المعارك..

شارك النساء الرجال في ساحات القتال ولم يقتصر دورهن على تمريض الجرحى فحسب..

بل حملن السلاح جنبا إلى جنب مع الرجال، وهذا ليس بجديد، فقد  كان منذ عهد النبوة.

فقد سجل التاريخ جهاد السيدة أم عمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية، و التي دافعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد.

و قاتلت بضراوة في يوم اليمامة،.. و غيرها من نساء المسلمين،.

كما شاركن النساء في الدفاع عن أوطانهن وقاومن المحتل و كانت منهن لالة فاطمة نسومر الجزائرية.

فقد جاء الاحتلال الفرنسي إلى الجزائر وفي قلبه كل الحقد على الإسلام والمسلمين.

لقد جاء الاحتلال وكل هدفه القضاء على الإسلام وأهله،.

ولكن الله عز وجل الذي تكفل بحفظ هذا الدين قيض له من يدافع ويذب عنه كيد الحاقدين.

أثبتت السيدة فاطمة نسومر أن ساحات الجهاد ليست حكرا فقط على الرجال. بل شاركن الرجال في حمل السلاح وقاتلن معهم جنبا إلى جنب،.

المجاهدة فاطمة نسومر..

رغم أنها امراة ورغم أنها قد انقطعت للعبادة والتبتل والتنسك،.

إلا أن هذه العبادة التي ملئت قلبها تحولت إلى قوة حقيقية تحركها نحو الجهاد في سبيل الله،.

ولم تمنعها العبادة من تتبع أخبار المجاهدين وما يحدث في بلاد القبائل من مقاومة زحف الغزاة الفرنسيين. و المعارك التي وقعت بالمنطقة.

لا سيما معركة تادمايت التي قادها المجاهد الجزائري الحاج عمر بن زعموم ضد قوات الجيش الفرنسي.

و كان بقيادة الجنرال بيجو عام 1844 ميلادي.

كما أنها لم تكن غافلة على تمركز الغزاة الفرنسيين في تيزي وزو بين عامي 1845-1846،.
و في دلس عام 1847.

تم محاولة الجنرال روندون من دخول الأربعاء ناث إيراثن عام 1850. والتي هزم فيها هزيمة منكرة..

ولما واتتها الظروف انضمت إلى المقاومة. حيث شاركت بجانب بوبغلة في المقاومة و الدفاع عن منطقة جرجرة.

و في صد هجومات الاستعمار على أربعاء ناث إيراثن.

فقطعت عليه طريق المواصلات ولهذا انضم إليها عدد من قادة الأعراش وشيوخ الزوايا والقرى.

تزعمت لا لا فاطمة نسومر المقاومة في هذه المنطقة عام 1854، . أي بعد أن وصلت القوات الفرنسية بقيادة راندون الرى جبل سبت ناث يحيى “عين الحمام “في شهر جوان.

ومن أشهر المعارك التي قادتها فاطمة نسومر هي تلك المعركة التي خاضتها إلى جانب الشريف بوبغلة (محمد بن عبد الله).

و ذلك في مواجهة الجيوش الفرنسية الزاحفة بقيادة الجنرالين روندون وماك ماهون .

فكانت المواجهة الأولى بربوة تمز قيدة حيث أبديا استماتة منقطعة النظير،. إلا أن عدم تكافؤ القوات في العدة والعدد إضطر الشريف بوبغلة بنصيحة من فاطمة نسومر على الإنسحاب نحو بني يني..

وهناك قاما بالدعوة إلى الجهاد المقدس فاستجاب لهما شيوخ الزوايا ووكالاء مقامات أولياء الله.

فجندوا الطلبة والمريدين و اتباعهم واتجهوا نحو ناحية واضية لمواجهة زحف العدو على قراها.

بقيادة الجنرالين زوندون ويوسف التركي ومعهما الباشا آغة الخائن الجودي،.

فاحتدمت المعركة وتلقت قوات العدو هزيمة نكراء..

 

، وتمكنت لالا فاطمة نسومر من قتل الخائن الجودي بيدها.

كما استطاعت أن تنقذ من موت محقق زميلها في السلاح الشريف بوبغلة حينما سقط جريحا في المعركة.

بالرغم من الهزيمة النكراء التي منيت بها قوات روندون يتشكرت،.

إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة التغلغل بجبال جرجرة،.

فاحتل عزازقة في سنة 1854 فوزع الأراضي الخصبة على المعمرين الوافدين معه،.

وأنشأ معسكرات في كل المناطق التي تمكن منها، وواصل هجومه على كل المنطقة..

بالرغم من التغلغل والزحف لم يثبط عزيمة لالا فاطمة نسومر من مواصلة هجوماتها الخاطفة على القواة الغازية .

فحققت انتصارات أخرى ضد العدو بنواحي يللتن و الأربعاء و تخلجت و عين تاوريغ و توريرت موسى.

مما أدى بالقوات الفرنسية إلى الاستنجاد بقوات جديدة و عتاد حديث.

إضطرت على إثرها فاطمة نسومر إلى إعطاء الأوامر بالإنسحاب لقواتها إلى قرية تاخليجت ناث عيسو،.

لا سيما بعد اتباع قوات الاحتلال أسلوب التدمير و الإبادة الجماعية، بقتل كل أفراد العائلات دون تمييز و لارحمة.

ولم يكن انسحاب فاطمة نسومر انهزام أو تقهقر أمام العدو أو تحصنا فقط .

بل كان لتكوين فرق سريعة من المجاهدين لضرب مؤخرات العدو الفرنسي و قطع طرق المواصلات و الإمدادات عليه.

الشيء الذي أقلق جنرالات الجيش الفرنسي وعلى رأسهم روندون المعزز بدعم قواة الجنرال ماكمهون القادمة من قسنطينة.

خشي هذا الجنرال من تحطم معنويات جيوشه أمام هجمات فاطمة نسومر،.

فقام بتجنيد جيشا قوامه 45 ألف رجل بقيادته شخصيا،.

واتجه به صوب قرية آيت تسورغ حيث تتمركز قواة فاطمة نسومر المتكونة من جيش من المتطوعين .

قوامه 7000رجل و عدد من النساء وعندما احتدمت الحرب بين الطرفين .

خرجت فاطمة في مقدمة الجميع..

و كانت لبس لباسا حرير يا أحمر كان له الأثر البالغ في رعب عناصر جيش الاحتلال.

على الرغم من المقاومة البطولية للمجاهدين بقيادة فاطمة نسومر. فإن الانهزام كان حتميا نظرا للفارق الكبير في العدد و العدة بين قوات الطرفين.

الأمر الذي دفع فاطمة نسومر إلى طرح مسألة المفاوضات و إيقاف الحرب بشروط قبلها الطرفان.

إلا أن السلطات الاستعمارية كعادتها نقضت العهود، إذ غدرت بأعضاء الوفد المفاوض بمجرد خروجهم من المعسكر.

حيث تم اعتقالهم جميعا، ثم أمر الجنرال روندون بمحاصرة ملجأ لالا فاطمة نسومر وتم أسرها مع عدد من النساء.

وخوفا من تجدد الثورة بجبال جرجرة أبعدت لالا فاطمة نسومر مع 30 شخصا من رجال و نساء إلى زاوية بني سليمان بتابلاط.

حيث بقيت هناك لمدة سبع سنوات إلى أن وافتها المنية عن عمر يناهز 33 سنة، على إثر مرض عضال تسبب في شللها.

عرف عن السيدة فاطمة نسومر التدين وحبها الشديد للوطن، وعرف عنها أنها ساندت أخاها الأكبر سي الطاهر عندما تولى قيادة المقاومة.

وشرع في تجنيد المسلمين (أي الذين وهبوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله).

كما ساندت الشريف بوبغلة في توجيه ضربات موجعة لقوات الاحتلال قبل أن تتمكن تلك القوات من إخضاع منطقة القبائل في سنة 1857.

وفاة فاطمة نسومر..

أُبعدت السيدة فاطمة نسومر بعد أسرها إلى زاوية بني سليمان بتابلاط وذلك خشية من الثورة التي قد تحدثها ضد الاحتلال الفرنسي.

ولم ترق لها الحياة فقد أصابها مرض عضال سبب لها شللا. ووافتها المنية في سبتمبر 1863، عن عمر يناهز 33 سنة، .

رحمها الله وأسكنها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

الأخوان بربروسا

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *