الصحابي عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح..

الصحابي عاصم بن ثابت الذي حمى الله جسده بجيش من النحل..

القصة هي أن مكة كانت تشيط غيظا على المسلمين وذلك بسبب ما أصاب مشركي مكة في معركة بدر.

من مأساة الهزيمة و قتل الصناديد و الأشراف.

وكانت تمتلئ بنزعات الانتقام الأخذ بالثأر،.

حتى أن قريشا كانوا قد منعوا البكاء على قتلاهم في بدر،. و منعوا من الاستعجال في فداء الأسري و ذلك حتى لا يتفطن المسلمون مدى مأساتهم و حزنهم.

بعد غزوة بدر اتفقت قريش على أن تقوم بحرب شاملة ضد المسلمين،.

حتي تشفي غيظها، و تروي غلة حقدها، و أخذت في الاستعداد للخوض في مثل هذه المعركة …

فكانت غزوة أُحد..

و اجتمع الجيشان على جبل احد ودارت رحى الحرب بين الفريقان.. حيث ارتفعت الصيحات و تطايرت الرؤوس. و سالت الدماء و سكت الأفواه و تكلمت السيوف و الرماح …

و في النهاية و بعد أن وضعت الحرب اوزارها.

بدأ الفريقين بالبحث وجمع القتلي و الشهداء..

و اذا بامرأة من نساء المشركين تطوى الارض بحثا عن زوجها و أولادها الثلاثة.

عندما رأت زوجها على الارض ذهبت اليه وقد لقيته صريعا . و قامت من فزع تبحث عن اولادها “مسافع . و كلاب و والجلاس ” .

مسافع و كلاب كانوا قد فارقوا الحياة وأما جلاس فكان يعاني سكرت الموت.

أقتربت سلافة على ابنها و قد يبس الدمع وهي تقول من صرعك يا بني !.

فأراد أن يجيبها و لكن حشرجة الموت منعته فألحت عليه بالسؤال.. فقال سمعت رجلا حين رماني يقول: خذها وانا ابن الأقلح وهو الذي صرع أخي مسافعا..

فجن جنون سلافة و جعلت تعول و تنشج وأقسمت باللات والعزى ألا تهدأ إلا اذا ثأرت لها قريش من قاتل أبناءها و زوجها..

فجعلت لمن يأتي براسه لتشرب به الخمر له مائة ناقة . و شاع الخبر في قريش وجعل كل فتى يتمنى بظفر برأس عاصم بن ثابت.

فلما كان يوم الرجيع بعث الرسول عليه الصلاة والسلام عشرة عليهم عاصم بن ثابت.

وعندما وصلت السرية إلى مكان الرجيع و (الرجيع هي بئر بين عسفان و مكة تبعد عن عسفان 8 أميال،.

وهي ماء لهذيل بناحية الحجاز) تبعهم بنو لحيان من هذيل. فاقتصوا أثرهم حتى وجدوا في منزل نوى تمر معروفٍ للمدينة،.

فقالوا: هذا تمر يثرب. فما زالوا يلاحقونهم حتى لحقوهم.
فعندما أحاطوا بهم قالوا للسرية:. لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلا

. فرد عاصم (أمير السرية):.

أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر،.

اللهم أخبر عنا رسولك. فقتل بنو لحيان السرية وبقي منهم خبيب وزيد ورجل آخر.

و أخذوا العهد منهم ألا يقتلوهم فنزلوا إليهم. وجرد عاصم سيفه و هو يقول.. : “اللهم إني احمي لدينك و ادفع عنه فاحمي لحمي و عظمي لا تظفر بهما أحدا من أعداء الله،.

اللهم إني حميت دينك أول النهار فأحمي جسدي أخره.

و لما قتله المشركون أرادوا رأسه ليبيعوه الي سلافة بنت سعد، و كانت نذرت أن تشرب الخمر في رأس عاصم لأنه قتل ابنيها بأحد،.

فجاءت النحل فمنعته، فقالوا: دعوه حتى يمسي فنأخذه. فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما،.

و كان الصحابي عاصم بن ثابت قد عاهد الله أن لا يمس مشركا أبدا ولا يمسه مشرك.

كان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه الخبر : “يحفظ الله العبد المؤمن كان عاصم نذر أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركا أبدا في حياته.

فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع في حياته”.
وقال الحافظ ابن حجر: “إنما استجاب الله له في حماية لحمه من المشركين ولم يمنعهم من قتله،.

لما أراد من إكرامه بالشهادة، ومن كرامته حمايته من هتك حرمته يقطع لحمه..

المصادر.

الرحيق المختوم
صور من حياة الصحابة
صحيح البخاري
البداية و النهاية
الإصابة في تمييز الصحابة
أسد الغابة
فرسان النهار من الصحابة الأخيار
الكامل في التاريخ
المنتظم

الصحابي دحية الكلبي

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

رد واحد على "الصحابي الذي حمي الله جسده بجيش من النحل.. عاصم بن ثابت"