الصحابي سعد بن معاذ..
هو الصحابي الجليل الذي اهتز لموته عرش الرحمن..

و الذي مات بعد ست سنوات فقط من إسلامه لكنه فعل مالم تستطع أمة بأكملها أن تفعله!!

إسلام سعد بن معاذ..

أسلم سعد وهو يبلغ من العمر ثلاثون عاما..
و مات وهو عمره ستة وثلاثون عاما..
نعم قضي ست سنوات فقط في الإسلام.

في هذا العمر البسيط ماذا قدم سعد بن معاذ للإسلام حتي ينال هذه المكانة الكبيرة و العظيمة عند الله سبحانه وعند رسول الله صلي الله عليه وسلم..

نسب ومكانة سعد قبل الإسلام..

هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، و كان سيدا لقبيلة الأوس قبل هجرة النبي عليه الصلاة والسلام الي المدينة،

اعتنق الإسلام علي يد مصعب بن عمير الذي أرسله النبي محمد إلى يثرب حتي يدعو أهلها إلى الإسلام بعد بيعة العقبة الأولى..

و بعد أن أسلم سعد وقف على قومه، قائلا : «يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟»، قالوا: «سيدنا فضلا، وأيمننا نقيبة»، قال: «فإن كلامكم علي حرام، رجالكم ونساؤكم، حتى تؤمنوا بالله ورسوله»، فما بقي في دور بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا و قد أسلموا.

ثم أصبحت داره بعد ذلك مقرا لمصعب بن عمير وأسعد بن زرارة، يدعوان أهل يثرب فيها إلى الإسلام.

وكان سعد بن معاذ تولي كسر أصنام بني الأشهل و معه أسيد بن حضير.

وبعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام ، آخى النبي بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح،.

وقيل أنه عليه الصلاة والسلام آخي بين سعد بن معاذ وبين سعد بن أبي وقاص. وقد شهد سعد مع الرسول الكريم غزوة بدر.

قبل المعركة استشار الرسول أصحابه قال سعد:

«قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به الحق، وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت،.

فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد،.

وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله،،،،،

و سعد بن معاذ  هو الذي حمل راية الأوس يوم بدر.

شهد سعد أيضا مع الرسول عليه الصلاة و السلام غزوة أحد
و كان ثابتا مع النبي في القتال لما ولي المسلمون عنه ..
وفي غزوة الخندق، . رماه رجل من قريش بسهم وكان هذا الرجل هو حبان بن العرقة، فأصاب سعد بقطع في الأكحل..

فقال سعد:

«اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي من أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه.

اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة.

و بعد غزوة الخندق، دعا الرسول الكريم أصحابه إلى قتال بني قريظة و ذلك لنقضهم عهدهم مع المسلمين، وقيامهم بالتحالف مع قريش في غزوة الخندق.

فقام المسلمون بحصار حصون بني قريظة لمدة خمسة وعشرون يوما حتى أرسلوا يطلبون السلم، ويرتضون حكم سعد بن معاذ فيهم.

حيث كان حليفهم في الجاهلية، فأرسل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى سعد، فجيء به محمولا على حمار، وهو متعب من جرحه.

فقال له الرسول : أشر علي في هؤلاء ، فقال سعد:
«لو وليت أمرهم، لقتلت مقاتلتهم، وسبيت ذراريهم»، فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه :
«والذي نفسي بيده، لقد أشرت عليّ فيهم بالذي أمرني الله به؛؛.

عودة سعد جريحا إلي المدينة..

أُعيد سعد إلى المدينةإلى القبة التي ضربها عليه الرسول في المسجد النبوي ليعوده من قريب.

وكوى له ذراعه.عاد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وقت وفاة سعد .

وفاة سعد بن معاذ..

فوجد النبي يد سعد انفجرت بالدم، فقام إليه وعانقه، حتى مات. فبكى أبو بكر وعمر، وحزن النبي وأخذ بلحيته، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام لا تدمع عينه على أحد، ولكنه كان إذا حزن، أخذ بلحيته.

ثم قام الرسول بالصلاة على سعد، وحمل فدفن بالبقيع وشهد النبي دفنه.

وكان الذين أنزلوه في قبره ابن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن حضير وأبو نائلة سلكان بن سلامة بن وقش وسلمة بن سلامة بن وقش.

توفي سعد بن معاذ في السنة الخامسة من الهجرة، بعد غزوة الخندق بشهر واحد.

وقد توفي سعد بن معاذ، وله من الولد عمرو وعبد الله أمهما هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل

أما صفة  و هيئة سعد..

فقد كان سعد بن معاذ رجلا أبيضا، طويلا، جميلا، حسن الوجه، واسع العينين، حسن اللحية

إهتز لموت سعد عرش الرحمن و قام بتشييعه سبعون ألف من الملائكة.. وعند حفر قبره خرج المسك منه.

توفي وهو ابن ستة وثلاثين سنة وعند وفاته جاء جبريل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش.

، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سعد قال لأصحابه : إنطلقوا
إليه ،.

قال جابر : فخرج وخرجنا معه وأسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا فتعجب الصحابة من سرعته..

فقال عليه الصلاة و السلام
: «إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة» فانتهى إلى البيت فإذا هو قد مات وأصحاب له يغسلونه وأمه تبكيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل باكية تكذب إلا أم سعد».

ثم حملوه إلى قبره ولما وضع في قبره كبر رسول الله وكبر المسلمون حتى ارتج البقيع. فقال رسول الله : «تضايق القبر على صاحبكم وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد» صححه الألباني ، ثم فرج الله عنه، ولما انصرف من جنازته ذرفت عيناه حتى بلت لحيته.

وقال أيضا: هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش، وفتحت أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك ، لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه..

اللهم ارزقنا ايمانا كايمانه واخلاصا كاخلاصه..

.

المصادر:
البخارى 3519 ومسلم 4512
باب مناقب سعد بن معاذ رضى الله عنه
مصادر: ابن كثير البدايه والنهاية
الذهبي سير إعلام النبلاء
ابن الأثير الكامل في التاريخ.

الصحابي دحية الكلبي

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *