من هو أبي ذر الغفاري؟ .
الصحابي أبي ذر الغفاري هو جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام، من بني غفار.
أمه هي رملة بنت الوقيعة الغفاري، و غفار هي إحدى قبائل بني كنانة.
إسلامه ..
كان أبي ذر شديد الشجاعة قبل الإسلام، وكان يقطع الطريق، و لما سمع عن الإسلام جاء إلي الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة، فكان الإسلام قد أنار قلبه، فيقال أنه قبل الإسلام كان يتوجه بصلاته إلي الله تعالى.
و كان قد سأله عبدالله بن الصامت عن الإله الذي يعبده، فأجاب أبي ذر إله السماء.
كان أبي ذر قبل إسلامه قد سمع بالرسول عليه الصلاة والسلام وبأمر الإسلام، فأرسل أخيه إلي النبي حتي يأتيه بالخبر الأكيد عن هذا الدين، ولما عاد إليه أخاه بأن النبي جاء ليتمم مكارم الأخلاق.
إلا أن هذه الإجابة لم تكن تغطي فضوله، فذهب إلي النبي فعرض عليه الرسول عليه الصلاة و السلام الإسلام، فأسلم.
و أمره الرسول بأن يعود إلي قومه حتي حتي يأتيه أمره، إلا ان ابي ذر أبى و أصر أن لا يعود حتي يعلن إسلامه بين قريش.
فنطق أبي ذر بالشهادتين أمام قريش، فقاموا بضربه حتي أخبرهم العباس بأنه من قبيلة غفار فتركوه.
ثم في اليوم التالي كرر مافعله بالأمس فقاموا بضريه ثانية. فأدركهم العباس و أخبرهم بمثل ما أخبرهم أمس بأنه من قبيلة غفار فتركوه.
كان أبي ذر الغفاري من كبار الصحابة و من السابقين إلي الإسلام، و يقال بأنه رابع من أسلم من المسلمين، فكان إسلامه بمكة ثم رجع إلي قومه و عاش معهم، حتي كانت الهجرة إلي المدينة.
ذهب بعدها إلي المدينة وكانت قد فاتته غزوة بدر و أحد و الخندق فلم بشهد منهن شيئا.
بعد إسلام أبي ذر قام بالإرسال إلي اخيه أنيسا وقد عرض عليه الإسلام، فأسلم ثم والدته..ثم نشر الدعوة و الدين في قبيلته.
صفات أبي ذر الخلقية..
كان رجلا طويلا، ذو بنية نحيفة، و كان أسمر اللون و أبيض الشعر و اللحية، وكانت لحيته كثة، .
أما عن أخلاقه..
فقد إتصف أبي ذر بعلمه الغزير و كان يوازي عبدالله ابن مسعود في علمه، كان لا يخاف ما قول الحق، و يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر، كان أيضا معروفا بصدقه في قوله و عمله.
ماذا قال الرسول عن أبي ذر الغفاري..
عندما حضرت الوفة سيدنا أبي ذر بكت زوجته بكاءا شديدا، .
فقال لها لماذا تبكين؟؟ .
قالت تموت هنا في صحراء الربذة، ولا يوجد ثوب لنكفنك فيه، و لا يوجد أحد ليصلي عليك بعد موتك.
فرد عليها قائلا :أبشري فإن هذا ما بشرني به الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم.
و قال لقد كنت أنا و فلان و فلان و فلان و أسماهم النبي عليه الصلاة و السلام بأسمائهم،. و دخل علينا النبي وقال. :
سيموت رجل منكم بالصحراء و سيصلي عليه جماعة عظيمة من المؤمنين.
ألا و أنه قد مات جميع من كنت معهم من الصحابة في تلك البشرى النبوية، و الأن لم يبق إلا أنا، فأنا المقصود من تلك البشرى.
فقالت له زوجته : و ماذا علي أن أفعل الأن؟?
رد عليها و كان يلفظ أنفاسه الأخيرة قائلا : بعد موتي ضعيني علي قارعة الطريق، فأول ركب قادم سيكونون هم كبار الصحابة العظام و الذين بشر بهم الرسول صلى الله عليه وسلم.و أنهم سيصلون عليا بلا أدنى شك.
الصحابة يصلون علي أبي ذر .
و سريعا مر وفد من الصحابة قادم من العراق، و كان غي مقدمتهم سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. و معه كبار الأنصار رضي الله عنهم أجمعين.
وفلما رأوها تبكي قالوا لها لماذا تبكين؟.
فقالت هذا زوجي أبي ذر الغفاري ، و لانجد ثوبا نكفنه به. فما كان من الأنصار إلا أنهم تسابقوا من يكفنه في ثوبه، فكفنوه ثم صلوا عليه جميعا.
ثم دعوا له بالرحمة و المغفرة.
و تذكر الصحابة وقتها يوم غزوة تبوك و ذلك عندما تأخر أبي ذر بسبب أن بعيره قد تعثر، ثم أتي ماشيا يلهث يمشي تارة ويجري تارة..
حيث كان وحيدا بلا أنيس و لا دابة يركبها في الصحراء الحارقة. فقط يريد اللحاق بالنبي صلوات الله عليه فب تبوك.
و عندما رأه النبي صلى الله عليه وسلم أمتلأ وجهه الشريف بالسرور، وقام بإلباسه تاج التميز و الإخلاص و الإنفراد.
قال يومها الرسول للصحابه رضوان الله عليهم ( يرحمك الله يا أبا ذر تمشي وحيدا و تموت وحيدا و تبعث يوم القيامة وحيدا) .
و كلمة وحيدا تعني متميزا من شدة خصبله الحميدة.
فقد تحققت بشرى النبي و رضي الله عن أبي ذر و أرضاه و الصحابة أجمعين.
يذكر اأن أبي ذر الغفاري لم يسجد لصنم قبل الإسلام، و قد قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (من سره أن ينظر إلي تواضع عيسي بن مريم فلينظر إلي أبي ذر).