الشهيد الذي مات ولم يمر على إسلامه سوى دقائق معدودات…
من يكون هذا الشهيد…! قبل بدء معركة اليرموك بين المسلمين و الروم ، خرج أحد قادة الروم و يسمي ( جرجه ) و طلب مقابلة خالد بن الوليد قائد المسلمين.
– فأتاه خالد بن الوليد ، فقال له جرجة :
= يا خالد صدقني و لا تكذبني فإن العربي الحر يصدق ولا يكذب ؛ هل أنزل الله علي نبيكم سيف من السماء فأعطاك إياه ، فلا تسله علي أحد إلا هزمته ؟!
– قال خالد : لا
= قال جرحه : فلم سميت بسيف الله ؟
– قال خالد : إن الله بعث فينا نبيه ، فمنا من صدقه و منا من كذبه ، و كنت فيمن كذب ، حتي أخذ الله قلوبنا إلي الإسلام و هدانا برسوله فبايعناه ، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال لي :
“انت سيف من سيوف الله”
فهكذا سميت سيف الله.
= قال جرجه : و إلي أى شئ يدعوكم نبيكم؟
– قال خالد : إلي توحيد الله و تصديق رسوله صل الله عليه و سلم و هذا هو الإسلام.
الشهيد الذي مات و لم يصلي إلا ركعتين.
= قال جرجه : هل لمن يدخل الإسلام اليوم مثل ما لكم من المثوبة و الأجر ؟
– قال خالد: نعم وأفضل.
= قال جرجه : كيف و قد سبقتموه ؟!
– قال خالد : لقد عشنا مع رسول الله و رأينا آياته و معجزاته و حق من رأي ما رأينا و سمع ما سمعنا أن يسلم في يسر ، اما الذين لم يروه و لم يسمعوه ، ثم آمنوا به بالغيب فإن أجرهم أكبر و أجزل و أعظم ، إن صدقوا سرائرهم و نواياهم.= فقال جرجة : علمني الإسلام يا خالد.
– فقال خالد : قل أشهد ان لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله.
– ففعل جرجه ذلك و صلي ركعتين ثم قاتل مع المسلمين ضد قومه في هذه المعركة و استشهد فيها و لم يصلي في حياته الا هاتين الركعتين الذي صلاهم مع الصحابي خالد بن الوليد.
مصدر :..
الـبـدايـة و الـنهـايـة – ابـن كـثيـر