( الساحر , والراهب , والغلام )
من اروع ماقرأت و سمعت عنها… هذه قصة الساحر و الراهب و الغلام..
الحديث الشريف عن القصة..
عن صهيب رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
كان ملك فيمن قبلكم، و كان له ساحر، فلما كبر قال للملك… اني قد كبرت فابعث الي غلاما حتي اعلمه السحر..
فبعث اليه غلاما يعلمه السحر، فكان الغلام في طريقه اذا سلك راهب فقعد اليه و سمع كلامه… فاعجبه. فكان، اذا أتي الساحر مر بالراهب و قعد اليه .. فاذا أتي الساحر ضربه، فشكا ذلك الي الراهب.. فقال : اذا خشيت الساحر فقل حبسني اهلي، واذا خشيت اهلك فقل حبسني الساحر..
دابة حبست الناس…
فبينما هو كذلك اذ أتي علي دابة عظيمة قد حبست الناس… فقال الغلام : اليوم اعلم الساحر افضل ام الراهب افضل…
فأخذ حجرا فقال : اللهم ان كان امر الراهب احب اليك من امر الساحر فاقتل هذه الدابة حتي يمضي الناس… فرماها فقتلها، و مضي الناس..
فاتي الراهب فاخبره، فقال له الراهب : اي يابني!! انت اليوم افضل مني، قد بلغ من امرك ما اري.. و انك ستبتلي، فان ابتليت فلا تدل علي..
و كان الغلام يبرئ الاكمه و الابرص و يداوي الناس من سائر الاسقام.. فسمع جليس للملك و كان قد عمي.. فأتاه بهدايا كثيرة، فقال : ما هاهنا لك اجمع ان انت شفيتني..
فقال اني لا اشفي احد، انما يشفي الله… فان انت امنت بالله دعوت الله فشفاك.. فآمن بالله فشفاه الله…
عذاب جليس الملك..
فأتي الملك فجلس اليه كما كان يجلس… فقال له الملك : من رد عليك بصرك!! قال ربي.. قال الملك : لك رب غيري!!، قال ربي وربك الله.. فأخذه فلم يزل يعذبه حتي دل علي الغلام..
فجئ بالغلام فقال له الملك : اي يابني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الاكمه و الابرص و تفعل و تفعل!! فقال الغلام اني لا اشفي احدا و انما يشفي الله…
فأخذه، فلم يزل يعذب الغلام حتي دل علي الراهب.. فجيئ بالراهب فقيل له : ارجع عن دينك.. فأبي الراهب…. فدعا الملك بالمنشار، فوضع المنشار في مفرق راسه فشقه حتي وقع شقاه..
ثم جئ بجليس الملك..فقيل له ارجع عن دينك فأبي..فوضع المنشار في مفرق راسه فشقه حتي وقع شقاه…
الساحر و الراهب و الغلام..
نجاة الغلام من مكر الملك..
، ثم جيئ بالغلام، فقيل له ارجع عن دينك فأبي، و جئ بالغلام فدفعه الي نفر من اصحابه.. فقال اذهبوا به الي جبل كذا و كذا.. فاصعدوا به الجبل، فاذا بلغتم ذروته فان رجع عن دينه والا فاطرحوه..
فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال :اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا..
و جاء يمشي الي الملك..فقال له الملك ما فعل اصحابك!!. قال كفانيهم الله. فدفعه الي نفر اخر من اصحابه، فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر،فان رجع عن دينه و الا فاقذفوه في البحر…
اللهم اكفنيهم بما شئت…
فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت.. فانكفأت بهم السفينه فغرقوا، وجاء يمشي الي الملك، فقال له الملك : ما فعل اصحابك!!.. قال كفانيهم الله. فقال الملك انك لست بقاتلي حتي تفعل ما آمرك به
قال وماهو، قال تجمع الناس في صعيد واحدو تصلبني علي جذع، ثم خذ سهما من كنانتي . ثه ضع السهم في كبد القوس، ثم قل :باسم الله رب الغلام، ثم ارمني بالسهم، فانك ان فعلت ذلك قتلتني…
فجمع الملك الناس في صعيد واحد، وصلب الغلام علي جذع، ثم اخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس.. ثم قال : باسم الله رب الغلام!، ثم رماه..
فوقع السهم في صدعه فوضع يده في صدعه في موضع السهم فمات.. فقال الناس : آمننا برب الغلام، آمننا برب الغلام، آمننا برب الغلام.
الملك يأمر بالاخدود والنيران…
فأتي الملك فقيل له : ارايت ما كنت تحذر، قد و الله نزل بك حذرك، قد امن الناس، فامر الملك بالاخدود، و اضرمت النيران، وقال من لم يرجع عن دينه فالقوه فيها.. ففعلوا، حتي اذا جاءت امرأة و معها صبي لها، فتقاعست ان تقع فيها، فقال لها الصبي يا اماه! اصبري فإنك علي الحق.. رواه مسلم
حديث ابن عباس رضي الله عنه…
و عن ابن عباس – رضي الله تعالى عنه قال : كان بنجران ملك من ملوك حمير يقال له : يوسف ذو نواس بن شرحبيل بن شرحيل..
في الفترة قبل مولد النبي – صلى الله عليه وسلم – بسبعين سنة..
وكان في بلاده غلام يقال له عبد الله بن تامر ، وكان ابوه قد سلمه إلى معلم يعلمه السحر.. فكره ذلك الغلام ولم يجد بدا من طاعة ابيه فجعل يختلف إلى المعلم..
وكان في طريقه راهب حسن القراءة حسن الصوت ، فاعجبه ذلك ، و ذكر قريبا من معنى حديث صهيب الى ان قال الغلام للملك : انك لا تقدر على قتلي إلا أن تفعل ما أقول لك..
قال : فكيف اقتلك ؟ قال : تجمع أهل مملكتك وانت على سريرك فترميني بسهم باسم الهي..
ففعل الملك ذلك فقتله ، فقال الناس : لا اله الا الله ، عبد الله بن تامر لا دين إلا دينه..
فغضب الملك واغلق باب المدينة واخذ أفواه السكك وخد اخدودا وملأه نارا..
ثم عرضهم رجلا رجلا فمن رجع عن الاسلام تركه ، ومن قال : ديني دين عبد الله بن تامر القاه في الاخدود فاحرقه..
و كان في مملكته امراة قد اسلمت فيمن اسلم ولها اولاد ثلاثة احدهم رضيع..
فقال لها الملك : ارجعي عن دينك والا القيتك واولادك في النار.. ، فأبت فاخذ ابنها الأكبر فالقاه في النار ، ثم قال لها : ارجعي عن دينك ، فأبت فالقى الثاني في النار…
ثم قال لها : ارجعي ، فأبت فاخذوا الصبي منها ليلقوه في النار فهمت المرأة بالرجوع ، فقال الصبي : يا أماه لا ترجعي فإنك على الحق ، ولا بأس عليك ، فالقي الصبي في النار ، والقيت امه على أثره .