من خلق أولا، الأرض أم السماوات؟؟!!

بداية الخلق، خلق السماوات والأرض  كان الماء ومن ثم الأرض ومن ثم السماء رفعها وجعلها سبع سموات:
“هُوَ الَّذي خَلَقَ لَكُم ما فِي الأَرضِ جَميعًا ثُمَّ استَوىٰ إِلَى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبعَ سَماواتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ﴿٢٩﴾” البقرة.
” اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ” الطلاق:12

و من الأرض ( هي واحدة) مثلهن ( أي مثل السبع سماوات).
السماء : من سما وتعني كل ما علا وارتفع.

لنرجع لبداية الخلق حتى نعلم ما هي السبع سماوات؟
بداية الخلق كان الماء ومن ثم الأرض ومن ثم السماء رفعها وجعلها سبع سموات:

أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما)… يقول: كانتا ملتصقتين، فرفع السماء ووضع الأرض.

من لسان العرب.

رَتْق :-
جمع رُتُوق ( لغير المصدر ):
1 – مصدر رتَقَ .
2 – مرتوق ، منسدّ ، ملتحم

أي أن السماوات والأرض كانتا ملتحمات مع بعض

والفتق:
فتَقَ الشيءَ : فَصَلَ أَطْرَافَهُ عَنْ بَعْضِهَا

والذي يدعي أن الرتق والفتق كان للسماوات على حدا، وكذلك حصل نفس الرتق والفتق للأرض على حدا فهو مخطيء.

لأن الآية تقول “أن السماوات والأرض كانتا رتقا” أي كانتا ملتحمات مع بعض قبل أن يفصلهما الله.

الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن بداية الخلق هي الأرض وليس السموات (كما يدعي علماء الفلك الغربيين):

“قُل سير‌وا فِي الأَر‌ضِ فَانظُر‌وا كَيفَ بَدَأَ الخَلقَ ۚ ثُمَّ اللَّـهُ يُنشِئُ النَّشأَةَ الآخِرَ‌ةَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلىٰ كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ‌ ﴿٢٠﴾” العنكبوت

وبعد ذلك رفع الله السماء من فوق الأرض، هذه المرحلة التي حصل فيها الفتق:
وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ ﴿٧﴾” الرحمن

وبعد ذلك قسم الله تعالى السماء إلى سبع سماوات طباقا:
” هُوَ الَّذي خَلَقَ لَكُم ما فِي الأَرضِ جَميعًا ثُمَّ استَوىٰ إِلَى السَّماءِ فَسَوّاهُنَّ سَبعَ سَماواتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ﴿٢٩﴾ ” البقرة

وأوحى ( أي جعل ) في كل سماء أمرها ( أي وظيفة لها ) وبعد خلق السماوات السبع، خلق الله تعالى الشمس والقمر والنجوم والكواكب:

” فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها ۚ وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ۚ ذلك تقدير العزيز العليم ﴿١٢﴾ ” فصلت

” أَلَم تَرَوا كَيفَ خَلَقَ اللَّـهُ سَبعَ سَمـٰوٰتٍ طِباقًا ﴿١٥﴾ وَجَعَلَ القَمَرَ فيهِنَّ نورًا وَجَعَلَ الشَّمسَ سِراجًا ﴿١٦﴾” نوح

ونحن نعلم أن الشمس والقمر مسخرات لنا.

لذلك وجب على اشعتهم أن تمر من خلال السبع طبقات، وهكذا وظيفة (الطبقات الجوية) السبع.

لكل طبقة وظيفة حتى يصل لنا شعاع الشمس ونور القمر مناسب لحياتنا على سطح الأرض من دون ضرر، أي أن السماوات بما تحويه من طبقات الغلاف الجوي تعمل كجهاز تصفية لتلك الاشعة ( الكهروميغناطيسية كجاما والاكس والفوق بنفسجية والتحت الحمراء ).

وسماها الله تعالى لنا بالسقف المحفوظ لأنها تحفظنا من أضرار الأشعة، وتمنع الجن والإنس من النفاذ إلى السماوات. السماوات السبع هن طبقات مسطحة ومستوية.

وبعد خلق السماوات السبع،.

خلق الله تعالى الشمس والقمر والنجوم والكواكب:
فَقَضاهُنَّ سَبعَ سَماواتٍ في يَومَينِ وَأَوحىٰ في كُلِّ سَماءٍ أَمرَها ۚ وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنيا بِمَصابيحَ وَحِفظًا ۚ ذٰلِكَ تَقديرُ العَزيزِ العَليمِ ﴿١٢﴾ فصلت

السماوات خلقت بغير عمد نراها، من ثم ألقى الله في الأرض الرواسي:
“خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ۖ وَأَلقىٰ فِي الأَرضِ رَواسِيَ أَن تَميدَ بِكُم ” ﴿١٠﴾ لقمان
“وَجَعَلَ فيها رَواسِيَ مِن فَوقِها وَبارَكَ فيها وَقَدَّرَ فيها أَقواتَها في أَربَعَةِ أَيّامٍ سَواءً لِلسّائِلينَ ﴿١٠﴾ ‘

معنى كلمة رواسي من لسان العرب:

رَّواسِي : جمع راس
راس: ( اسم ) الجمع : رَوَاسٍ ، الرَّواسِي ، رَاسِياتٌ
رَاسٍ ، الرَّاسِيُ
السَّفِينَةُ رَاسِيَة فِي المِينَاءِ : ثَابِتَةً
معنى كلمة تميد: تمايل
مَادَ الشَّخصُ : أصابه غَثَيَانٌ ودُوَارٌ من سُكْر أَو ركوب بحر ونحو ذلك، الميد يحصل عندما يكون المركب على الماء

وهكذا شبه لنا الله تعالى أن الأرض كالسفينة عائمة على الماء ولكن راسية ثابثة لا تتحرك بنا.

اللَّـهُ الَّذِي رَ‌فَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ‌ عَمَدٍ تَرَ‌وْنَهَا ۖ …… ﴿٢﴾ الرعد
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٣٢﴾ الانبياء
وَالسَّقْفِ الْمَرْ‌فُوعِ ﴿٥﴾ الطور“

ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ۗإن اللـه بالناس لرؤوف رحيم ﴿٦٥﴾ الحج
“تكاد السماوات يتفطرن منه” 90 مريم
“إذا السماء انشقت ﴿١﴾” الانشقاق
يتفطرن: تعني انشقاق
“أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ﴿٦﴾” ق
فروج: تعني شقوق او فتحات.

الإستواء على العرش.

:وبعد خلق السموات والأرض تم استواء الله تعالى على العرش فوق السموات السبع وفوق الماء ولا نعرف كيفية هذا الإستواء.

“ثُمَّ استَوىٰ إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلأَرضِ ائتِيا طَوعًا أَو كَرهًا قالَتا أَتَينا طائِعينَ ﴿١١﴾ ” فصلت
” إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوىٰ عَلَى العَرشِ” ﴿٣﴾ يونس
” الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما في سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوىٰ عَلَى العَرشِ ۚ الرَّحمـٰنُ فَاسأَل بِهِ خَبيرًا ﴿٥٩﴾ الفرقان

واين هو عرش الرحمن ( الذي وصفه الله تعالى بالعرش العظيم، الكريم، المجيد)؟
انه على الماء:
” وَهُوَ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ وَكانَ عَرشُهُ عَلَى الماءِ” ٧ هود

إذا الأرض اليابسة ليست بقرص كما يدعي البعض.

، وإنما مسطحة من أعلاها، هي مخلوقة وعائمة على الماء، الكون الله خلقه من ماء، عرش الرحمن فوق كل شيء وهو على الماء.

الأرض وما فيها عائمة في هذا الماء ولكن فيها رواسي تجعلها لا تميد ( اي لا تتحرك ) لذلك هي مستقرة في هذا الماء، لا نعلم أين ينتهي هذا الماء وإلى أي جهة ينتهي، هو محيط بالأرض والسماوات في كل جانب.

الله تعالى رفع السماء فوق الأرض وجعلها سقفا للأرض، وعندما رفع الله تعالى السماء فوق الأرض رفع معها الماء الذي كان فوق الأرض فاصبح ذلك الماء فوق السقف.

السماء من فوقنا وسقفها على شكل قبة تحيط بأطراف الأرض من بعد انتارتيكا، لا نستطيع أن نصل لحواف هذه القبة لأنها في أقطار (جهات) الأرض التي لا يسمح لنا أن ننفذ منها حيث لا سلطان لنا من الله تعالى على النفاذ.

نحن نعلم أن الماء عندما لا يصله حراره يتجمد ويصبح جليد، وهذا فعلا ما نجده عندما نصل أطراف الأرض. باردة جدا ( 100 درجة مئوي تحت الصفر وأبرد من ذلك بكثير) لذلك أتوقع أن الماء الذي من فوق القبة (سقف السماء ) كذلك متجمد والله أعلم.

ماذا يوجد أسفل الأرض من الجهة الثانية؟.

الله اعلم. ما اعلمه ان هناك رواسي مثل الجبال فوق الأرض تمسك الأرض فوق الماء حتى لا تتحرك،.

وأسفل قشرة الأرض هو من أقطار الأرض ( جهات الأرض ) التي لا يمكن أن نصل إليها أو ننفذ منها، لذلك ما وصلنا إليه في باطن الأرض من الحفر مع كل التقنية الموجودة لا يتجاوز ال 12 كم أسفل سطح الأرض.

، وبعد ذلك تنصهر الحفارات كالزبدة ولا تثقب أسفل من ذلك.
لا نعلم كم سمك الأرض، وهذه الحمم وقاع البحار هو جزء من الأرض اليابسة ولو كان في أسفل البحار أو المحيطات.

و عندما قال الله تعالى:

” وَأَلقىٰ فِي الأَرضِ رَواسِيَ أَن تَميدَ بِكُم ” ﴿١٠﴾ لقمان
اعلم أن هذه الأرض وما عليها وما أسفل منها عائم على الماء لان الرواسي والميد يستعملا للسفن العائمة على الماء، وهكذا الأرض عائمة على الماء المحيط فيها والمحيط بالسماوات.

ما كيفية حركة الشمس والقمر فوق الأرض؟.

الله تعالى يخبرنا بأن الشمس والقمر يدوران في فلك (اي مدار دائري) منتظم وليس للشمس أن تدرك القمر بالجريان. لماذا؟ لأن سرعتها فوق الأرض في مدارها (أي الشمس) أقل من القمر بقليل، لذلك فإن السنة القمرية هي أقل أياما من السنة الشمسية، ولا الليل يسبق النهار لأن الليل والنهار يسيران بمدار (فلك) دائري (بسبب حركة الشمس الدائرية ):

لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾ يس

الادراك: يعني أن فيه اختلاف السرعة وهنا الشمس ابطىء بقليل من القمر في السرعة المماسية فلا تدرك القمر بهذه السرعة بتاتا، حيث دائرة دوران الشمس تبقى دائما أصغر من القمر، فتكون سرعتها المماسية أقل، ولكن سرعتها الدورانية حول المحور أسرع من القمر ب 45 دقيقة كل يوم.
السباق: ممكن أن السرعة متساوية أو متغيرة ولكن لا يحصل إدراك بتاتا، لا يمكن أن يحصل ليل ونهار معا.

وفي سورة الشمس يعلمنا الله تعالى أن القمر يتلوا الشمس (لأن سرعة دورانه فوق الأرض وحول محور (القطب الشمالي – النجم الشمالي) أقل بقليل من الشمس بحوالي 45 دقيقة كل يوم (24 ساعه)) :

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ الشمس
الله تعالى خلق لنا الشمس والقمر آيتين لنعلم عدد السنين والحساب (أي كساعة كونية).
”هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّـهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥﴾“ يونس
”الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴿٥﴾“ الرحمن