مانسا موسى..

في عام 1312 وعندما كان يستعد ابو بكر الثاني للإبحار إلى الطرف المجهول وراء المحيط.
يقف أحد الرجال على الشاطئ و هو يشاهدهم يبحرون و يختفون غربا،

هذا الرجل سيكون وصي و خليفه الملك المبحر خلف مياة الأطلسي في طريقه إلى إكتشاف الأراضي المجهولة.

و عندما غاب الملك و فقدت الأمال في عودته، حل هذا الوصي على العرش في السنة التالية باسم موسى كيتا و سيذكره التاريخ مانسا موسى

اذا سألك احدهم عن من هو اغنى شخص في التاريخ، فكيف سيكون ردك عليه.

هل ستذكر له رجلا مليارديرا أو شخص ذو مكانة مرموقة وثراء فاحش، مثل بيل غيتس أو جون دي روكفيلير!!

لكن ماذا عن موسي كيتا الاول أو مانسا موسى، الذي حكم إمبراطورية مالي في القرن الرابع عشر،.

ولد موسى حوالي عام 1280 في مملكة مالي

كان يمتلك ثروة ضخمة إلى حد يفوق المنطق، و كان أكثر شخص ثراءا في التاريخ، تولى حكم مالي سنة 1312،..

في ذلك الوقت كانت أوروبا تعيش في عصر الظلمات حيث كانت المجاعات والحروب الأهلية تملأ اوروبا .

في حين كان الثراء والإزدهار موجود في الممالك الإفيقية والعالم الإسلامى،

إستطاع مانسا موسى أن يجلب لبلاده الكثير من الثروات
و استطاع كذلك أن يسيطر على الطرق التجارية للساحل الافريقي والبحر اامتوسط.

وتوسعت إمبرطوريته في مالي بشكل كبير.

امبراطورية مالي كانت غنية جدا بالثروات الطبيعية الموجودة في ارضها زي الذهب والملح د

ظهرت ثروة مانسا موسي للعالم سنة 1324 وكان وقت موسم الحجيج.

ذهب مانسا موسى لمكة ونظرا لأن جميع المصادر التي ذكرت رحلته كانت مصادر شفهية او بعض الكتابات.

ولكن قد أجمعت كل المصادر أنه كان في موكب على مد البصر معه عشرات الألاف من الجنود و المدنيين و الرقيق.

و خمسمائة من الحمال يحملون فقط الذهب و يرتدون الحرير الناعم و الكثير جدا من الخيول و الإبل التي تحمل جرارا هائلة من الذهب.

توقف موسى في القاهرة.

و أنفق الكثير جدا من الذهب في التصدق على الفقراء وشراء التذكارات وبناء المساجد في طريقه.

وأدى هذا الانفاق الضخم لزعزعة الإقتصاد المصري و أصبح هناك تضخم كبير.

إستغرقت رحلة مانسا موسى تقريبا عام كامل.

و انتشرت الحكايات عن ثراءه الفاحش في مناطق البحر المتوسط
وإرتفعت مكانة مالي إلى مكانات أسطورية.

و تم تصوير مالي في الكثير من الخرائط الأوروبيه الكبيرة، و كانت تظهر مانسا موسى و هو يحمل كتلة ذهبية براقه.

إستطاع أن يضع إمبراطوريته على الخرائط
لكن الثروات المادية لم تكن اهتمامات الملك الوحيدة.

فبوصفه مسلما حظيت تمبوكوتو باهتمامه وأصبحت مركزا دينيا كبيرا،.

و بعد عودته من الحج أنشا جامع جنغرير الكبير، بمساعدة معماري أندلسي، كما قام بتأسيس جامعة كبرى عززت من سمعه المدينة، وجذب اليها الكثير من التلاميذ والعلماء من كل انحاء العالم الإسلامي.

و في ظل قيادة مانسا موسى أصبحت مالي إمبراطورية متقدمة بمدارسها و جوامعها التي انتشرت في مئات القرى المكتظة! بالسكان .

دام إرث الملك لعدة اجيال، و إلى الأن توجد أضرحة و مساجد و جامعات تقف شاهدة على ذلك العصر الذهبي في تاريخ مالي.

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *